رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مطالبة الرب بوعوده 12 وَوَقَفَ أَمَامَ مَذْبَحِ الرَّبِّ تُجَاهَ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ وَبَسَطَ يَدَيْهِ. 13 لأَنَّ سُلَيْمَانَ صَنَعَ مِنْبَرًا مِنْ نُحَاسٍ وَجَعَلَهُ فِي وَسَطِ الدَّارِ، طُولُهُ خَمْسُ أَذْرُعٍ وَعَرْضُهُ خَمْسُ أَذْرُعٍ وَارْتِفَاعُهُ ثَلاَثُ أَذْرُعٍ، وَوَقَفَ عَلَيْهِ، ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ تُجَاهَ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ وَبَسَطَ يَدَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ، 14 وَقَالَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ، لاَ إِلهَ مِثْلُكَ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، حَافِظُ الْعَهْدِ وَالرَّحْمَةِ لِعَبِيدِكَ السَّائِرِينَ أَمَامَكَ بِكُلِّ قُلُوبِهِمُ. 15 الَّذِي قَدْ حَفِظْتَ لِعَبْدِكَ دَاوُدَ أَبِي مَا كَلَّمْتَهُ بِهِ، فَتَكَلَّمْتَ بِفَمِكَ وأَكْمَلْتَ بِيَدِكَ كَهذَا الْيَوْمِ. 16 وَالآنَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ، احْفَظْ لِعَبْدِكَ دَاوُدَ أَبِي مَا كَلَّمْتَهُ بِهِ قَائِلًا: لاَ يُعْدَمُ لَكَ أَمَامِي رَجُلٌ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ، إِنْ يَكُنْ بَنُوكَ طُرُقَهُمْ يَحْفَظُونَ حَتَّى يَسِيرُوا فِي شَرِيعَتِي كَمَا سِرْتَ أَنْتَ أَمَامِي. 17 وَالآنَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ، فَلْيَتَحَقَّقْ كَلاَمُكَ الَّذِي كَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ دَاوُدَ. 18 لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللهُ حَقًّا مَعَ الإِنْسَانِ عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، فَكَمْ بِالأَقَلِّ هذَا الْبَيْتُ الَّذِي بَنَيْتُ! 19 فَالْتَفِتْ إِلَى صَلاَةِ عَبْدِكَ وَإِلَى تَضَرُّعِهِ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي، وَاسْمَعِ الصُّرَاخَ وَالصَّلاَةَ الَّتِي يُصَلِّيهَا عَبْدُكَ أَمَامَكَ. 20 لِتَكُونَ عَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَيْنِ عَلَى هذَا الْبَيْتِ نَهَارًا وَلَيْلًا عَلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قُلْتَ إِنَّكَ تَضَعُ اسْمَكَ فِيهِ، لِتَسْمَعَ الصَّلاَةَ الَّتِي يُصَلِّيهَا عَبْدُكَ فِي هذَا الْمَوْضِعِ. صنع سليمان منبرًا من النحاس، وجعله في وسط الدار، له ذات أبعاد المذبح النحاسي في خروج 27: 1. وقف سليمان على المنبر، ثم جثا على ركبتيه تجاه كل جماعة إسرائيل، بسط يديه نحو السماء وصلى (2 أي 13:6 الخ). كأن هذا المنبر قد ارتبط بمذبح البرية أو مذبح الخيمة، حيث يتمجد سليمان كرمزٍ للسيد المسيح. مذبح الكفارة يشير إلى الصليب، حيث يحمل المسيح خطايا العالم ويكفر عنها، والمنبر هنا يشير إلى الجانب الآخر من الصليب، حيث يملك المصلوب في القلب، ويُعلِنُ مجد ملكوته فيه. يمكن أيضًا القول بأن مذبح البرية يشير إلى الصليب العامل في البشرية، حامل آثامهم، لكي يرفعهم إلى الأمجاد الأبدية، أما المنبر فيشير إلى عمل المصلوب القائم من الأموات، حيث لا حاجة هناك إلى مغفرة، إذ لا يرتكب أحد في السماء خطية أو إثمًا أو معصية ضد الله. بهذا فإن المذبح الذي خلاله ننال المغفرة من الله يصير عرشًا لله يملك بالبرِّ على قلوبنا. وَوَقَفَ أَمَامَ مَذْبَحِ الرَّبِّ تُجَاهَ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ، وَبَسَطَ يَدَيْهِ. [12] سجد أمام المذبح وبسط يديه [12-21] يطالب بحفظ الله وعده لداود. وأن يفتح الرب عينيه على هذا البيت نهارًا وليلاً. "بسط يديه": كثيرًا ما تحدث الكتاب المقدس عن بسط اليدين، لكننا لا نجد صلاة واحدة في الكتاب المقدس بضمِّ اليدين. بسط اليدين يحمل معانٍ كثيرة منها: 1. دعوة للالتقاء مع الغير. ففي عتاب الله لشعبه الذي أعطاه القفا لا الوجه (إر 32: 33)، يقول: "بسطت يديّ طول النهار إلى شعب مُتمرِّد" (إش 65: 2؛ رو 10: 21). 2. الشعور بأن الإنسان فارغ اليدين يترقَّب عطايا الله وبركاته. هذه مشاعر عزرا الكاهن، القائل: "وعند تقدمة المساء، قمتُ من تذلّلي وفي ثيابي وردائي الممزقة جثوت على ركبتيّ، وبسطت يديّ إلى الرب إلهي" (عز 9: 5). كما قيل: "إن أعددت قلبك، وبسطت إليه يديك" (أي 11: 13). "بسطت إليك يدي، نفسي نحوك كأرضٍ يابسة" (مز 143: 6). "عينيّ ذابت من الذل، دعوتك يا رب كل يومٍ، بسطت إليك يدي" (مز 88: 9). 3. يبسط الرب يديه ليعلن عن حنوِّه ورحمته: "كما يُحَرِّك النسر عشَّه، وعلى فراخه يرف ويبسط جناحيه، ويأخذها ويحملها على منكبيه" (تث 32: 11). 4. التشبُّه بالسمائيين خاصة الكاروبين الذين يبسطون أجنحتهم (1 مل 6: 27؛ 8: 7). 5. يُستخدَم تعبير بسط اليدين أيضًا حينما يمدُّ كائن ما يده ليؤدب أو يؤذي آخر (مرا 1: 10). 6. بسط اليدين يحمل أيضًا رمزًا للمصلوب باسط يديه ليهب البشرية قوة الخلاص، حيث يضمُّ المؤمنين من كل الأمم، ويحملهم إلى حضن الآب. يهب النصرة على إبليس وكل قواته، كما بسط موسى يديه، ووهب إسرائيل النصرة على عماليق. قيل: "وكان إذا رفع موسى يده أن إسرائيل يغلب، وإذا خفض يده أن عماليق يغلب" (خر 17: 11). وقف إسرائيل وعماليق في دهشةٍ حين صعد موسى على الجبل وبسط يديه، إذ نظرا معركة غريبة وفريدة. تطلَّعا إلى موسى رمز المصلوب، فاشتمَّ المؤمنون فيه رائحة الحياة، واشتمَّ العمالقة فيه رائحة الموت. وكما يقول الرسول بولس: "فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المُخلَّصين فهي قوة الله" (راجع 1 كو 1: 18). لقد ترك موسى الفريقيْن، لا ليصدر أمرًا لشعبه بالهجوم، بل يبسط يديه في صمتٍ. يصوِّر لنا القديس مار يعقوب السروجي فاعلية بسط موسى يديه في المعركة، قائلاً: v أيها الجسور انتظر النهاية! لماذا تلوم؟ انتظر كمال الأمر وبعدئذ عاتب (موسى). لا تنظر فقط إلى تركه الحرب وصعوده، بل إلى بسطه يديه، وإعطائه النصرة. دعا تلميذه، وأمره أن يصطفَّ مُقابِل الشعب، وصعد إلى جبلٍ عالٍ ليرسم سرًّا. أخذ المتواضع هرون وحورًا وصعدا معه (عد 12: 3)، لكي يُمَثِّلَ الصلبان الثلاثة على الجلجثة (مر 15: 27). وضع صليبَ البأس على صدره، وبسط يدَيه، ليُصَوِّر الابنَ في فعله بأشكالٍ جليَّة. وضع راية الصليب على الأكمة، فسقطت الشعوب، وأمال ظل (الصليب) بين الصفوف فأَرْبَكها. كبَّت الخيول السريعة، وانهزم الرماة، وسقط الجبابرة، واندحر الفرسان، وتُعَطِّل المشاة، وقُهِرَ السلاح. ديسَت السهام، واُحتُقِرَت السيوف، وكُسرت الرماح، وأُلقيت الدروع والمجان والتروس مع الأقواس. لم يُصَوِّب الرماة السهام من أوتارهم، ولم يقدر الفرسان أن يهربوا على خيولهم السريعة. لم تستر الدروع الأجسام من الضربات، ولم تنتفع الأجساد اللابسة دروع مصاغة. أُسِرَت العجلات بقوَّادها بعجبٍ عظيمٍ، وأُصيبَتْ بالشلل مسيرة الخيول القوية بفرسانها. شُلًّت أيادي المحاربين عن المعركة، وحلَّ السكوت مع الحيرة بين الصفوف. رماتهم اضطربوا، وألقوا (السهام) بدون تصويب هدف، وخيولهم مطاردة وهاربة بلا نجاةٍ. لم تحمهم تروسهم من السهام، ولا ردت مجانهم عنهم رماح محاربيهم. لم يستفيدوا من الخوذة التي على رؤوسهم، ومن ورائهم لم يستتروا بدروعهم المُصَفَّحة. ولم يتشجَّعوا بأفواج حاملي القلاع، ولم يتشدَّدوا ببواسل جيوشهم. لم يعرف عماليق الشقي أين يحارب، فقد كان الصليب ضده، وهو في جنون كي ينتصر! القديس مار يعقوب السروجي [يقول واسل إن الفنان القبطي إذ يصور قديسين، يستخدم هذه الاتجاه، أي الصلاة، فيظهرون رافعين أياديهم للصلاة لله "Orant"، كأنهم يُعلِنون أن الصلاة هي سرّ قداستهم. نُقل هذا الاتجاه عن وضع السيد المسيح على الصليب، ويُعتبَر من أهم الحركات الطقسية للكاهن أثناء خدمة الليتورجيا. وهو الوضع الذي يفضله الشهداء والقديسون في لحظات انتقالهم إلى الفردوس، كما استخدمته الكنيسة الأولى في الصلاة، إذ يقول العلامة ترتليان: [ينظرون إلى فوق، بأيد منبسطة مفتوحة، ورأس مكشوف.] |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أطمن بوعوده |
من يفى بوعوده |
ربنا دائما يفي بوعوده |
الله يفي بوعوده لك |
لنتمسك بوعوده |