رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا تدعو المسيحية كما يظن البعض إلى التشكيك الدائم للوصول لليقينية. هذه خدعة شيطانية يفضحها الرسول في رسالة غلاطية. فالمسيحية تنطلق من اليقين، وليس من الشك. كثيرًا ما يوصي بولس بالثبات على ما تعلمنا وأيقنا، ولا يوصي أبدًا بمحاولة التشكيك الدائم التي تعكس عدم الإيمان في مصدر التعليم. ففي رسالة غلاطية ١: ٩ يقول للغلاطيين «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُبَشِّرُكُمْ بِغَيْرِ مَا قَبِلْتُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا (ملعون أو محروم)». وهنا يقول الرسول بولس عكس ما يدَّعيه البعض؛ أن المؤمن ينبغي أن يكون دائمًا منفتحًا لمراجعة معتقداته. وبالرغم من أن هذه الجملة فيها شيء من الصحة، وليست صحيحة كليًا، إلا أن استخدامها في الآونة الاخيرة كان كمَن يقول حقَّا يُراد به باطل، لهدم الإيمان. بل ويقول البعض إن أسوأ ما يمكن أن يحدث للمؤمن هو أن يظن أنه عرف الحق. فلو أن ما يدّعيه البعض صحيحًا، لما قال الرسول بولس لهم، إنه لو أتى أحد بتعليم يخالف ما تعلمتم فليكون ملعونًا أو محرومًا. وبذلك يدعوهم الرسول أن لا يكونوا منفتحين لمراجعة ما تعلموه وأيقنوه مرة. بل يدعوهم لأن يثبتوا في تعليم الانجيل الذي تعلموه من الرسول بولس. يقول البعض إن الشك في المعتقدات هو الأمل الوحيد للمؤمنين حاليًا. حسنًا! ولكن الكتاب يقول إن الثبات على تعليم الكتاب هو الأمل. أظن أن التضاد واضح بين الاتجاهين. يريد الرسول بولس أن المؤمنين يتمسكوا بالإيمان الذي بُشّروا به في البداية «الإِيمَانِ الْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ» (يه٣). جيد أن أراجع ما تعلّمت من كلمة الله، وهنا يجب أن أصل لمرحلة أخرى يسميها الكتاب ”اليقين“. اسمع الرسول بولس يُخاطب ابنه وتلميذه تيموثاوس قائلاً: «وَأَمَّا أَنْتَ فَاثْبُتْ عَلَى مَا تَعَلَّمْتَ وَأَيْقَنْتَ، عَارِفًا مِمَّنْ تَعَلَّمْتَ» (٢تي٣: ١٤). لذلك يضع الكتاب «تَعَلَّمْتَ» أولاً، ثم «أَيْقَنْتَ» ثانيًا. ومتى وصلت لمرحلة اليقين، فيجب أن أتمسك تمامًا بما يقول الكتاب، وليس أن أظل دائم الشك في كل شيء كما يريد البعض. فهذا يعكس عدم إيمان في كلمة الرب. وبالمناسبة يستحيل الوصول لليقين لو كان الحق نسبيًا كما يظن الكثيرون. فمبدأ نسبية الحقائق لا يعطي فرصة مطلقًا لليقين. |
|