وجَرحاهم تَملأُ أَودِيَتهم، وكُلُّ جداول المياه والنَهْرٍ يَمتَلِئُ فيَفيضُ بِجُثَثِهِم [8].
عبارة تحمل تفخيمًا طنانًا في الأسلوب، استخدمه حزقيال النبي: "وأملأ جباله من قتلاه، تلالك وأوديتك وجميع أنهاركَ يسقطون فيها قتلى بالسيف" (خر 35: 8). كما استخدمه إشعياء النبي للتعبير عن مدى رعاية الله: "هأنذا أُدير عليهم سلامًا كنهرٍ، ومجد الأمم كسيلٍ جارفٍ، فترضعون، وعلى الأيدي تُحملون، وعلى الركبتين تُدللون" (إش 66: 12). الله هو طبيب النفوس والأجساد المتحنن على خليقته، أما عدو الخير وملائكته فقتلى وسافكو دماء، يجدون مسرتهم في جراحات الآخرين. يحول الأرض إلى وادٍ يمتلئ بالجرحى والقتلى؛ وجداول المياه والأنهار تفيض بجثث الغرقى في الشر عوض الفيض بمياه حيَّة تروي النفوس لتقيم منها مدينة الله وفردوس الفرح.