يتوسَّع الرسول بولس في شرح الهيئة التي يأتي بها الرسل الكذبة في رسالته الثانية لأهل كورنثوس. فهم لكي يندسوا وسط المؤمنين بدون إثارة الشكوك لا بد لهم أن يُغيّروا شكلهم «إِلَى شِبْهِ رُسُلِ الْمَسِيحِ» (٢كو١١: ١٣). ربما سيتكلّمون عن المسيح كثيرًا. ولكن رسل المسيح الحقيقيين تعبوا كثيرًا من أجله. والرُسُل الكذبة بما أنهم سيُغيرون شكلَهم الى «شِبْهِ رُسُلِ الْمَسِيحِ»، فلا تستعجب إذا وجدتهم يتعبون كثيرًا من أجل المسيح. أمر بالفعل مُحيّر للمؤمنين. فكيف يُصدق المؤمن البسيط أن شخصًا يتكلم عن المسيح، ويبشر به، ويبذل الجهد الشديد من أجله، من الممكن ان يكون رسولاً كاذبًا! وهنا يذكرنا الرسول بأن هذا ليس بالأمر المستغرب «وَلاَ عَجَبَ. لأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ! فَلَيْسَ عَظِيمًا إِنْ كَانَ خُدَّامُهُ أَيْضًا يُغَيِّرُونَ شَكْلَهُمْ كَخُدَّامٍ لِلْبِرِّ» (٢كو١١: ١٤). أي إنهم ربما حتى لا تبدو منهم شائبة تشوب تصرفاتهم، بل ربما تجدهم يسلكون مسلكًا أخلاقيًا رفيعًا.