|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في حديث الرسول بولس الوداعي لقسوس كنيسة أفسس، قال كلامًا مرعبًا فعلاً. فبعد أن خدم بينهم وأصبحت كنيسة أفسس من أروع الكنائس في ذلك الوقت، يقول لهم: «لأَنِّي أَعْلَمُ هَذَا: أَنَّهُ بَعْدَ ذِهَابِي سَيَدْخُلُ بَيْنَكُمْ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ لاَ تُشْفِقُ عَلَى الرَّعِيَّةِ»! يا للهول! بهذه السهولة سيدخل بينهم ذئاب خاطفة؟! ألن ينتبه القسوس لهذا الأمر؟! ألن يأخذ المؤمنون حذرهم؟ ثم يضيف ما هو أكثر رعبًا إذ يقول «وَمِنْكُمْ أَنْتُمْ سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُلْتَوِيَةٍ لِيَجْتَذِبُوا التَّلاَمِيذَ وَرَاءَهُمْ» (أع٢٠: ٣٠، ٣١). ربما لا يتكلَّم هنا عن أنبياء كذبة أو معلمين كذبة، لكن على أمر ليس أقل خطورة، وهو رغبة البعض في تكوين مجموعات وسط جماعة المؤمنين تتبع أشخاصهم؛ مجموعة فلان الفلاني، أو مجموعة المبدإ الفلاني، أو مجموعة الخدمة الفلانية. وقد يكون فلان شخصًا جيدًا، والمبدأ صحيح، والخدمة مباركة، لكن الله قصد أن يجمع المؤمنين حول المسيح، وليس حول فلان أو مبدإ أو خدمة أو نشاط. إذًا وضع بولس الأمرين في ذات درجة الخطورة؛ ذئاب خاطفة، وأشخاص يريدون أن يربطوا المؤمنين بهم هم، وليس بالكنيسة المحلية حول الرب فقط. والخطير فقط هاتان الكلمتان «بَيْنَكُمْ ... وَمِنْكُمْ أَنْتُمْ»، وهما يوضحان من أين يبرز المُعلّمون الكذبة، والذين يتكلَّمون بأمور ملتوية؛ من داخل جماعة المؤمنين. ألا نأخذ حذرنا إذًا، ونستفيق مِن غفلتنا التي قد تصل لحد السذاجة. نعم من داخلنا سيقوم أناس يتكلَّمون بأمور ملتوية ... وبيننا سيدخل ذئاب خاطفة. ويحذرنا بولس في رسالة رومية من الذين ”يَصْنَعُونَ الشِّقَاقَاتِ وَالْعَثَرَاتِ، خِلاَفًا لِلتَّعْلِيمِ الَّذِي تَعَلَّمْناهً“. ويصف استراتيجيتهم بأنهم «بِالْكَلاَمِ الطَّيِّبِ وَالأَقْوَالِ الْحَسَنَةِ يَخْدَعُونَ قُلُوبَ السُّلَمَاءِ (بسيطي النية)» (رو١٦: ١٧، ١٨). أرجو من جميع إخوتي أن لا ينخدعوا بالوعظ الجميل والجيد، فبجانب الوعظ ابحث - يا عزيزي - عن التعليم. فهل من يعظ جيدًا، ويقدِّم تحريضات عملية غاية في الروعة، يُعلِّم أيضًا تعليًما صحيحًا؟ هنا الرسول بولس يقول إنه من الممكن أن شخصًا يقول كلامًا طيبًا وأقوالاً حسنة، ويكون من صانعي الشقاقات والعثرات، الذين يُعلّمون تعليمًا مختلفًا عما تعلمناه؛ «الإِيمَانِ الْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ» (يه٣). |
|