إن تلك القرية الصغيرة المغبوطة «بيت عنيا»، شهدت أعظم معجزات المسيح على الإطلاق؛ حيث أقام ميتًا كان له أربعة أيام في القبر. هناك كانت عائلة لها السبق في إضافة المسيح، تقديرًا لشخصه الإلهي، وتعبيرًا عن شكرهم العميق له إذ أقام أخوهم من الموت؛ فصنعوا له هناك عشاء. ولقد شهد بيت سمعان الأبرص مناسبة الاحتفاء بالمسيح، حيث كان تلاميذه أيضًا، وذلك قبيل الصليب، وكان جو العداء يحيط بالرب والبغضة له ملأت القلوب، ولكن المسيح وجَد في هذا البيت قلوبًا أنعشته بمحبتها وتقديرها وتكريمها إياه. الأمر الذي جعل الحادثة لا تُمحى من ذاكرة التاريخ. فما أروع آثار تلك الخدمة وهذا الاحتفاء! وما كان أروع توقيتها! فيا ليت روح الله يقونا ليكون لسجودنا وخدمتنا هذا الطابع الذي يحمل لمن افتدانا التقدير والإكرام الذي يستحقه!