* ليس من حاجة أن أصف لكم جسامة شرّ البطالة، في حين أن الرسول أوصى صراحة "إن كان أحد لا يُريد أن يشتغل فلا يأكل أيضًا" (2 تس 3: 10). فكما أن القوت اليومي ضروري لكل إنسان كذلك الكدّ بحسب طاقته ضروري له. لم يكتب سليمان عبثًا في مديح المرأة النشيطة: "لا تأكل خبز الكسل" (أم 31: 27)، كما قال الرسول أيضًا عن نفسه: "ولا أكلنا خبزًا مجانًا من أحد بل كنا نشتغل بتعب وكدٍّ ليلًا ونهارًا" (2 تس 3: 8)، مع أنه كان له السلطان ككارز بالإنجيل أن يعيش من الإنجيل (1 كو 9: 14)، بل أن الرب (في حديثه) قد جمع بين الكسل والشر، إذ قال: "أيها العبد الشرير والكسلان" (مت 25: 26). على أن سليمان الحكيم لم يثنِ فقط على العامل كما ذكرنا (أم 31: 27) بل وبّخ الكسلان إذ شبهه بأدنى الحيوانات (الحشرات) قائلًا: "اذهب إلى النملة أيها الكسلان" (أم 6: 6). لذا يجب علينا أن نخشى من أن نوبَّخ نحن كذلك في يوم الدينونة، لأن الذي أعطانا القدرة على العمل يطلب منا أعمالًا تناسب قدرتنا هذه، فإنه قال: "من يُودعونه كثيرًا يطالبونه بالأكثر" (لو 12: 48).
وبما أن البعض يستنكف من العمل بحجة الصلوات والتسبيح بالمزامير، فعلى مثل هؤلاء أن يعلموا أن لكل شيء وقتًا خاصًا به كما قال الجامعة: "لكل أمر أوان" (جا 3: 1).