رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"للسكوت (الصمت) وقت وللتكلم وقت" [7] يبدأ بالسكوت حيث لا يليق النطق بكلمة إلاَّ بعد الصمت والتفكير الجاد. يُشير السكوت إلى حياة التأمل الخفية، ويُشير التكلم إلى الشهادة للمخلص أمام الغير وخدمتهم، فإنه لا يكفي الصمت المقدس إنما يلزم التكلم أيضًا بكلمة الرب البنَّاءة. * يذكر الجامعة أولًا الوقت اللازم للصمت، ثم يسمح بعد ذلك بوقت للكلام. فمتى وما هي الموضوعات التي يكون فيها الصمت أفضل؟ يقول المهتمون بالسلوكيات إن الصمت دائمًا هو أفضل من الكلام. ويميز بولس الأوقات اللازمة للكلام وتلك اللازمة للصمت. أحيانًا يوصي بالصمت وأحيانًا أخرى بالكلام. إذ يأتي وقت الكلام يقول: "لا تخرج كلمة ردية من أفواهكم" (أف 4: 29). ويوصي بالصمت قائلًا: "لتصمت نساؤكم في الكنائس... ولكن إن كُنَّ يردن أن يتعلَّمن شيئًا فليسألن رجالهن في البيت" (1كو 14: 34-35). يكشف لنا عن الوقت الملائم للكلام، قائلًا: "لا تكذبوا بعضكم على بعض" (كو 3: 9...) "تكلموا بالصدق كل واحِد مع قريبه" (أف 4: 25). القديس غريغوريوس أسقف نيصص القديس غريغوريوس أسقف نيصص يلزمنا أن نصمت لنتأمل في الله وننعم بإشراقاته علينا، عندئذ ننطلق بكلمات النعمة، ونشهد لعمله في حياتنا ونعمته الغنيَّة وانفتاح باب ملكوته لكل بشر. هذا ويليق بنا ألا نتحدث كثيرًا فيما يفوق العقل من أمور إلهية لا يُعبَّر عنها.يوصينا الآباء خلال الفكر الإنجيلي أن نحفظ السكون ونهرب من كثرة الكلام الباطل، الذي يُفقد النفس هدوءها وشركتها مع الله. كما يُحذرنا الآباء من الكلام الباطل المفسد لسلام النفس. هكذا يحذوننا من الصمت الباطل أيضًا، الذي لا يصاحبه صلاة وشركة مع الله وسهر من أجل الملكوت. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم بأنه يوجد كلام صالح وكلام بطّال، كما يوجد صمت صالح وصمت بطال... يلزمنا أن نعرف متى نصمت ومتى نتكلم، وكيف نصمت وبماذا نتكلم. * كلما أكثر الإنسان من الهرب من الثرثرة بلسانه استنار ذهنه بالأكثر، فيستطيع أن يفرز الأفكار العميقة ويُقيِّمها، لأن العقل يرتبك بالثرثرة. مار إسحق السرياني لكن يوجد صمت فعَّال، كصمت سوسنة التي فعلت بصمتها أكثر مما لو تكلمت. لأن بصمتها أمام الناس، تكلمت مع الله، ولم تجد دليلًا على عفتها أقوى من الصمت. نطق ضميرها عندما لم تجد كلمة تتفوه بها، ولم تطلب حكمًا من الناس، إذ كان لها شهادة الرب. لهذا اشتاقت أن يُبرِّأها الله نفسه، وهي تعلم أنه لا يمكن أن يُخدع بأية وسيلة. كان الرب نفسه أيضًا يعمل في صمت ليتمم خلاص البشر. سأل داود ألاَّ تنشغل نفسه بالصمت الجامد بل بالسهر والتدقيق. القديس أمبروسيوس * مع ذلك يوجد وقت للكلام عن تلك الأمور التي بها نتقدم في الفضيلة في حياتنا. القديس غريغوريوس أسقف نيصص |
|