![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() اِنغمس كثيرًا في التشييد والبناء، في المدن كما في القرى، إذ يقول: "بنيت لنفسي بيوتًا" [4]. قيل عنه: "وهذا هو سبب التسخير الذي جعله الملك سليمان لبناء بيت الرب وبيته والقلعة وسور أورشليم، وحاصور ومجدو وجازر... وجميع مدن المخازن التي كانت لسليمان ومُدن المركبات ومدن الفرسان، ومرغوب سليمان الذي رغب أن يبنيه في أورشليم وفي لبنان وفي كل أرض سلطته" (1 مل 9: 15-19). لقد شيَّد مبانٍ كثيرة لكنه بدأ ببناء بين الرب، وليس كأولئك الذين قيل لهم: "هل الوقت لكم أنتم أن تسكنوا في بيوتكم المغشاة وهذا البيت خراب؟!" (حج 1: 3)... هذا وقد وظّف أيضًا العديد من فقراء العاملين لنفعهم. هذا هو الجانب الطيب من ناحية سليمان في اهتمامه بالتشييد والبناء، لكن ربما ما أفسده عمله إلى حين ظنه بأن هذه المشاريع تقدر أن تُشبع نفسه وتروي رغبته في المجد الزمني، إذ يقول: " فعظمتُ عملي" [4]. بناء البيوت ليس خطية، لكن الخطية هي أن ننشغل ببناء بيوت لراحة أجسادنا دون أن نقدم بيتًا للرب في أعماقنا. ليستريح الرب في قلوبنا فيعطي راحة لأجسادنا أيضًا، ويلهب قلوبنا بنار الحب فتشتاق أن نرحل لنسكن معه ونستريح في أحضانه الإلهية عوض الانشغال بالعظمة الزمنية والمجد الباطل. ليسكن الرب في قلبنا كبيت خاص به، فنسكن نحن في سمواته كبيتنا الأبدي الخاص بنا، ولا يستطيع العالم كله أن يجتذبنا إليه. * من يهرب من المجد الباطل بمعرفةٍ، يتذوق في نفسه (رجاء) الدهر الآتي. * ما أن يختار الإنسان التحرر من القنية حتى ينشغل فكره بالرحيل عن العالم؛ فيجعل حياة ما بعد القيامة لهجِهِ الدائم، ويسعى نحو الاستعداد الدائم (للرحيل)، الأمر الذي هو نافع له، يبدأ يحتقر كل ما يجلب كرامة (زمنية) أو راحة جسدية، ويتغلغل هذا في أفكاره، وينتعش ذهنه دائمًا بالتفكير في احتقار العالم. مار إسحق السرياني يحثنا الآباء على بناء بيت الرب الداخلي وهيكله ومذبحه في قلوبنا:* أهلني يا ربي يسوع المسيح أن أُساهم في بناء بيتك...! أما مسكن الرب الذي يُريدنا أن نقيمه فهو القداسة... بهذا يقدر كل إنسان أن يقيم لله خيمة داخل قلبه. * ليكن للنفس مذبح في وسط القلب، عليه تُقدم ذبائح الصلاة ومحرقاب الرحمة، فتُذبح فوقه ثيران الكبرياء بسكين الوداعة، وتُقتل عليه كباش الغضب وماعز التنعم والشهوات... لتعرف النفس كيف تُقيم داخل قدس أقداس قلبها منارة تضيء بغير انقطاع! العلامة أوريجينوس |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
راحة الرب هي أيضًا الكنيسة التي يقوم الله ويسكن فيها |
المسيح فيعطي الحياة، ويغذيها أيضًا |
ليتكلم ذاك الذي يسكن في قلوبنا على شفاهنا أيضًا |
يارب راحة تلامس قلوبنا في كل حين |
يارب دع في قلوبنا راحة |