![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، قَالَ الْجَامِعَةُ: بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، الْكُلُّ بَاطِلٌ. مَا الْفَائِدَةُ لِلإِنْسَانِ مِنْ كُلِّ تَعَبِهِ الَّذِي يَتْعَبُهُ تَحْتَ الشَّمْسِ؟" [2-3]. كلمة "باطل" في العبرية hebel معناها أساسًا "نسمة" (إش 57: 13) أو "بخار"، كأن العالم كله خارج الله يشبه نسمة تخرج من أنف الإنسان أو بخارًا يخرج من فمه في يوم بارد، لا يعود يقتنيه أو ينشغل به، لأنه سرعان ما يتبدد في الهواء. أنه يعني بكلمة باطل أن العالم زمني عابر وأنه بلا جدوى على المدى الأبدي. هنا لا يُقدم لنا راهب متوحد خبرته وأفكاره، وإنما ملك غني ذو جاه وله خبرات في كل جوانب الحياة في ذلك الوقت... حديث واقعي وعملي. لقد أكد الكاتب في أكثر من موضع أن كل ما في العالم هو صالح ونافع بكونه عطية الله، لكن إساءة الإنسان استخدامه جعله باطلًا، إذ صار الذهن نفسه باطلًا" (أف 4: 17). أنه لا يدفعنا إلى روح اليأس، لكنه يُطالبنا ألاَّ تُمتص أفكارنا في الأرضيات والزمنيات، وإلاَّ تكون هدفًا لنا في عبادتنا. بعبارة أخرى، الحياة من جميع جوانبها لا معنى لها ولا فائدة منها، سطحية وفانية، ما لم ترتبط بالله بحق، عندئذ فقط إذ تستند على الله وعلى كلمته تكون ذات قيمة. * لماذا أنت مقيد بمحبة الأمور الوقتية؟ لماذا تجري وراء الأمور التي لها المكانة الأخيرة، كأن لها الأولوية مع أنها باطلة وأكذوبة؟ فإنك تُريدها أن تقطن معك وهي عابرة كالظل. القديس أغسطينوس * يدعو كل ما نراه ونصارع لأجله كحقيقة منظورة "باطلًا".ما هو باطل ينقصه "الجوهر"، وما ينقصه "الجوهر" لا يحمل قوة!. القديس غريغوريوس أسقف نيصص القديس يوحنا الذهبي الفم * "الكل باطل، قال الجامعة"، كل ما في هذا العالم. لهذا من يرغب في الخلاص فليرتفع فوق العالم، وليطلب "الكلمة" الذي مع الله، هاربًا من هذا العالم، وتاركًا الأرض.فإنه لا يستطيع أحد أن يدرك ما هو موجود دائمًا، ما لم يهرب أولًا من هنا. لهذا السبب أيضًا إذ أراد الرب الاقتراب من الله الآب (وهو واحد معه) قال لتلاميذه: "قوموا، ننطلق من ههنا" (يو 14: 31). القديس أمبروسيوس * [على لسان السيِّد المسيح، كلمة الله المشبع للنفس]أنا أبوك، وأخوك، وعريسك، ومنزلك، وثوبك، ومصدرك، وأساسك. أنا كل ما تشتاق إليه؛ فلا تعتاز إلى شيء. سأكون خادمك، فقد جئت لكي أخدِم، لا لكي أُخدَم. أنا صديقك، عضو لك، رأسك، أخوك، أختك، أمك، وكل شيء بالنسبة لك... فقط كن صديقًا ليّ... ماذا تطلب بعد؟ لماذا تصدّ ذاك الذي يُحبك؟ لماذا تتعب من أجل هذا العالم؟ لماذا تسحب ماءً بإناء راشح، لأن هكذا هو التعب من أجل الحياة الحاضرة؟ لماذا تغزل صوفًا في النار؟ لماذا تُصارع مع الهواء؟ لماذا تركض باطلًا؟ أليس لكل فن غاية؟ هذا واضح للكل؛أما أنت فبلا هدف. . باطل الأباطيل الكل باطل. * لنصدقه ولنتمسك بالأمور التي ليس فيها ما هو باطل، بل ما هو حق؛ ما يتأسس على صخرة صلدة، وحيث لا توجد شيخوخة ولا انحراف، بل يكون كل شيء مزهرًا ومنتعشًا دون فساد أو قِدَم أو انحلال. أسألكم أن نحب الله بعاطفة صادقة، ليس خوفًا من الجحيم، وإنما رغبة في الملكوت. ماذا يمكن مقارنته برؤية المسيح؟ بالتأكيد لا شيء! أية متعة ننالها من هذه الأمور الصالحة...؟ "ما لم ترهَ عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على بال إنسان ما أعدّه الله للذين يحبونه" (1 كو 2: 9). القديس يوحنا الذهبي الفم * ليس من صار رفيق الملائكة واستأنس بأسرارهم ولم يرذل رفقة العالم.* إن تركت مقتنياتك من أجله، تقتنيه في نفسك إلى الأبد. ما أشهى رحيل محبيك إليك أيُها الطبيب، وما أصعب خروج محبي العالم منه، لأن أولئك لميراثهم ينتقلون، وهؤلاء عن الذي لهم يرحلون. * من هو هذا الذي ذاق حلاوة ثمار شجرة الحياة ويُريد أن يجري نحو ثمار العالم النتنة؟!. القديس يوحنا سابا |
|