منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 01 - 2025, 04:22 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,162

اللاهوت في سفر الجامعة



اللاهوت في سفر الجامعة:

ما دام السفر يهدف إلى رد كل نفس إلى حضن الله لاختبار الحياة الجديدة الخالدة عوض الارتباك بملذات الحياة الحاضرة وآلامها، لهذا جاء هذا السفر يحتوي على مجموعات غير مترابطة تكشف عن علاقتنا بالله والعالم وفهمنا للحياة الحاضرة والإنسان والحكمة.
أولًا: الله في سفر الجامعة:

القراءة السريعة للسفر تدفعنا للقول إن غاية السفر هو الكشف عن بطلان الحياة الزمنية بكونها حياة قصيرة وعابرة تنتهي بالموت، يشترك في هذا الحكيم والجاهل؛ الإنسان والحيوان. لكن من يُقرأ ما وراء السطور يدرك غاية الكاتب الحقيقية وهو ليس نفورنا من هذه الحياة بمباهجها وآلامها وإنما التعلق بالله خالق العالم ومدبر أموره الكبيرة والصغيرة.
ذُكر اِسم الله هنا 41 مرة مستخدمًا تعبير "الوهيم" الخاص بلقبه كخالق... وكأن الكاتب يود أن يوجه أنظار القارئ إلى الله كخالق عوض الانشغال بخليقته، أو ليؤكد أنه الخالق لعالم صالح ونافع أفسده الإنسان بانحراف فكره.
1. الله الخالق:

إن كانت الخليقة مبهجة، تجلب لذة ومتعة، فماذا يكون الخالق الذي جلب لنا الأمور المنظورة وغير المنظورة، خلق من أجلنا العالم الخارجي كما خلقنا نحن أنفسنا؟!
"كما أنك لست تعلم ما هو طريق الريح، ولا كيف العظام في بطن الحبلى، كذلك لا تعلم أعمال الله الذي يصنع الجميع" (جا 11: 5). من أجلي خلق كل العالم حتى الرياح كما خلق عظامي وأنا في الأحشاء. لا أعرف كل أسرار الطبيعة التي أوجدها لحسابي، ولا حتى كيف تكونت عظامي وأنا جنين، إنما أعرف أنه صانع الجميع، فكيف ارتبط بالخليقة لا بخالقها؟! لهذا ينصحني الجامعة: "فاذكر خالقك في أيام شبابك" (جا 12: 1).
2. الله الكلِّي القدرة:

ارتباطي بالله لا يقوم على علاقتي به كمخلوق مدين له، إذ خلقني وخلق كل شيء لأجلي وإنما هو "الخالق القدير". يعجز ذهني عن إدراك قدرته، إذ يقول الجامعة: "رأيت كل عمل الله أن الإنسان لا يستطيع أن يجد العمل الذي عُمل تحت الشمس، مهما تعب الإنسان في الطلب فلا يجده والحكيم أيضًا..." (جا 8: 17).
أمام قدرته الفائقة أشعر بالعجز وعدم إمكانية التعرف على تدابيره لحسابي، إنما أؤمن أنه يصنع كل شيء حسنًا لأجلي: "صنع الكل حسنًا في وقته، وأيضًا جعل الأبدية في قلوبهم التي بلاها لا يدرك الإنسان العمل الذي يعمله الله من البداية إلى النهاية" (جا 3: 11).
3. الله ضابط الكل:

في قدرته الفائقة يصنع كل شيء حسنًا في وقته لحسابي، ولا يفلت شيء من يده، فهو ضابط الكل، أعماله كاملة حتى وإن كنا لا ندركها... كضابط الكل يقدر وحده أن يُصلح فساد طبيعتي واعوجاجها: "أُنظر عمل الله لأنه من يقدر على تقويم ما قد عوَّجه؟!" (جا 7: 13). "لأن هذا كله جعلته في قلبي، وامتحنت هذا كله أن الصديقين والحكماء وأعمالهم في يدّ الله" (جا 9: 1).
4. الله كلِّيْ الحكمة:

كضابط الكل في يده حياتنا بكل دقائقها، وبحكمته يدبرها، فهو العارف الماضي (جا 3: 15)، والمستقبل (جا 6: 12)، ويدبر كل الأمور حسنًا (جا 2: 11، 14).
5. الله المعطي:

الله كخالق قدير وأب محب لا يكف عن العطاء، يُقدم لنا الآتي:
*يهبنا الحياة (جا 8: 15)، وهو الذي يأخذ الروح (جا 12: 7).
*واهب الغنى والسلطة (جا 5: 19).
*معطي الفرح (جا 5: 19).
يرى الجامعة أن كل ما في الحياة حتى إمكانية الإنسان أن يأكل ويشرب ويتعب هذا كله من يد الله (جا 2: 24).
6. الله القدُّوس:

الله لا يبخل على الإنسان بشيء، وهو في هذا لا يطلب منه شيئًا بل أن يحمل سمة القداسة، فيكون مقدسًا كما هو قدُّوس.إنه لا يطلب ذبيحة الجهال بل طاعة الحكيم المملوء حبًا.
"احفظ قدمك حين تذهب إلى بيت الله، فالاستماع أقرب من تقديم ذبيحة الجهال، لأنهم لا يبالون بفعل الشر" (جا 5: 1).
"فلنسمع ختام الأمر كله: "اِتَّق الله واحفظ وصاياه، لأن هذا هو الإنسان كله" (جا 12: 13).
7. الله المهتم بالإنسان:

في رقة مشاعر الجامعة لم يحتمل دموع المظلومين (جا 4: 1)، فغبَط الأموات لأنهم لا يعاينون الظلم، بل وحسب الذين لم يولدوا أكثر سعادة. هذا لا يعني أن الأمور تسير في العالم بلا ضابط، إنما يهتم الله بالبشر، خاصة الأبرار والحكماء (جا 9: 1). يسمح لهم بالتجارب (جا 1: 13)، لكنه وإن كان لا يُحاكم الأشرار الظالمين سريعًا إلاَّ أنه يُحوّل المتاعب لخير خائفيه (جا 8: 12-13). الله يُنجي الصالح من الأشراك (جا 7: 26).
8. الله الديان:

الله هو الديان، يُدين الصدِّيق والشرير (جا 3: 17). يُدين كل أعمال الشر (جا 11: 9). إنه يدعونا يومًا ما للحساب، فنقدم إجابة عن كل أعمالنا. على ضوء هذه الحقيقة يلزمنا أن نعيش. "لأن الله يُحضر كل عمل إلى الدينونة، على كل خفي، إن كان خيرًا أو شرًا" (جا 12: 14).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما هو علم اللاهوت؟
ما هو اللاهوت المسيحي؟
ما هو علم اللاهوت ؟
علم اللاهوت، وهل يوجد ما يُسمّى اللاهوت العربي؟!
ما هو علم اللاهوت ؟


الساعة الآن 07:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025