منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 01 - 2025, 03:02 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

اذكري الإمكانيات الكاملة في داخلك أنتِ جنة وعين وينبوع




"أُخْتِي الْعَرُوسُ جَنَّةٌ مُغْلَقَة،ٌ
عَيْنٌ مُقْفَلَةٌ،
يَنْبُوعٌ مَخْتُومٌ" [12].
كأنه يقول لها: اذكري الإمكانيات الكاملة في داخلك، أنتِ جنة وعين وينبوع، إمكانيات الروح القدس الساكن فيكِ، هذه التي لا تعلن فيكِ إلاَّ إذا قبلتي الآلام وانحنى ظهرك للصليب.
لماذا دعيت العروس جنة مغلقة وينبوعًا مختومًا؟

1. يرى القديس غريغوريوس النيصي أن الجنة تحوي أنواعًا مختلفة من الأشجار. ثمرها يكون في البداية مرًا، لكن في الوقت المناسب إذ ينضج يكون حلوًا ومفيدًا مبهج لكل الحواس... هكذا النفس في حياتها الروحية، إذ يغرسها الرب نفسه ويرويها، لكنها تحمل آلامًا وأتعابًا ومرارة... وفي الوقت المناسب تأتي بالثمر المبهج للنفوس.
2. يتحدث القديس عن سرّ إغلاقها قائلًا: [جنتنا مغلقة من كل جانب بسور الوصايا حتى لا يتسلل إليها مدخلها لص أو وحش مفترس. إنها مغلقة بسياج الوصايا فلا يستطيع خنزير بري أن يقترب إليها].
3. إن كانت الحديقة تحتاج إلى عين أو ينبوع، فيلزم أن تكون العين مقفلة والينبوع مختوم، وكما يقول الحكيم: "أشرب مياهًا من جبك ومياها جارية من بئرك. لا تفضي ينابيعك إلى الخارج، سواقي مياه في الشوارع. لتكن لك وحدك وليس لأجانب معك. ليكن ينبوعك مباركًا" (أم 5: 15-18). هكذا يوصينا الوحي الإلهي ألا نبدد مياه ينابيعنا في الخارج، في الشوارع، مع الغرباء... وكما يقول القديس غريغوريوس أنه حينما تنحرف أفكارنا الداخلية نحو الخطية (الغريبة) نكون قد أضعنا مياه ينابيعنا وقدمناها للغرباء. [إنها النقاوة هي التي تختم هذا الينبوع ليكون لسيده].
يرى القديس أمبروسيوس أن الينبوع المختوم هو المعمودية التي تبقى مختومة ومغلقة إن لم تغتصب بالأعمال وتعلن بالكلمات. لقد صرنا بالمعمودية فردوسًا به إمكانية الحياة والإثمار لكنه فردوس مغلق، وعينًا تستطيع أن تفجر مياه نقية وعذبة تروي الكثيرين لكنها مقفلة، وينبوع مختوم إن فتح فجر ينابيع مياه حية.!
قد نظن في أنفسنا أننا فارغون، لكن الله يرى في داخلنا فردوسًا وعينًا وينبوعًا لا يحق أن تفتح إلاَّ له هو، فهو عريس النفس الوحيد، الذي من حقه أن يدخل جنة القلب ويشرب ينابيع حبه! بمعنى آخر تلتزم النفس كعروس أن تبقى في عذروايتها مشتاقة إلى العريس السماوي وحده، تفتح له قلبها وأحاسيسها وعواطفها وكل طاقتها، بكونها العذراء العفيفة المنتظرة عريسها (مت 25)، كعضو في كنيسة الأبكار.
وللقديس أمبروسيوس تعليق جميل، إذ يقول: [ينطق السيد بهذا القول للكنيسة التي يُريدها بتولًا بلا دنس ولا عيب. الجنة المخصبة هي البتولية التي يمكن أن تحمل ثمارًا كثيرة لها رائحة صالحة... أنها جنة مغلقة لأنها محاطة بسور الطهارة من كل جهة. وهي ينبوع مختوم لأن البتولية هي ينبوع العفة وأصلها، تحفظ ختم النقاوة مصونًا بغير اضحملال، فيه تنعكس صورة الله، حيث تتفق نقاوة البساطة مع طهارة الجسد أيضًا].
ربط القديس أمبروسيوس بين هذا الختم وسرّ الأفخارستيا، إذ رأى في حديث المسيح هنا عن الكنيسة وصية من العريس تجاه عروسه التي تقتات بجسده الأقدس ودمه الكريم، تحتفظ بهذه الأسرار في حياتها مختومة لا تحلها بأعمال الشر وفقد الطهارة.
ويرى القديس أغسطينوس أن هذه الجنة المغلقة هي الكنيسة إذ يقول:
[الفردوس هو الكنيسة كما دعيت في نشيد الأناشيد،
وأنهار الفردوس الأربعة هي الأناجيل الأربعة،
والأشجار المثمرة هم القديسون،
والثمار هي أعمالهم،
وشجرة الحياة هي قدس الأقداس أي المسيح،
وشجرة معرفة الخير والشر هي حرية الإرادة، فإن أحتقر إنسان إرادة الله إنما يحطم نفسه، وعندئذ يتعلم الفارق بين تقديس نفسه للخير العام وبين ما يسلكه حسب إرادته الذاتية].
وأخيرًا فإن كثيرين من الآباء رأوا في القديسة مريم البتول "الجنة المغلقة" وهي في هذا تُمثل الكنيسة البتول التي تقدست للرب وحده. فيقول القديس أغسطينوس:
[المسيح نفسه بتول، وأمه أيضًا بتول. نعم مع أنها أمه لكنها لا تزال بتولًا، إذ دخل يسوع فيها "خلال الأبواب المغلقة" (يو 20: 19)، دخل قبره الجديد المنحوت في صخر صلد حيث لم يرقد فيه أحد من قبله أو بعده (يو 19: 41). فمريم هي "جنة مغلقة... ينبوع مختوم". من هذا الينبوع يفيض كما يقول يوئيل (يوء 2: 18). النهر الذي يروي السيل من الحسك والشوك، حسك الخطايا التي ارتكبناها وارتبطنا بها (أم 5: 22)، والشوك الذي يخنق البذار التي زرعها صاحب الأرض (مت 13: 7)...].
إذن الجنة المغلقة أو العين المقفول أو الينبوع المختوم تُشير إلى الحياة التي لا يدخلها إلاَّ الرب وحده الذي له مفتاح داود "يفتح ولا أحد يغلق، ويغلق ولا أحد يفتح" (رؤ 3: 7).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
جايلك تغير دنيتي جايلك تنور ضلمتي
ترنيمة/جايلك يا بابا كيرلس جايلك - مونتاج جديد
اذكري يا مريم
اذكري لي كلامك
لا تبحث عن النكد !! كن مطمئناً ,, هو عارف مكانك كويس و جايلك جايلك


الساعة الآن 07:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025