إن كنا وسط الآلام نشعر بضعفنا فنرفع أعيننا الداخلية بتذلل نحو إلهنا الذي في أعماقنا فنجتذب قلبه ونسبي حبه بانسحاقنا، إذا به يعلن حقيقة مركزنا، أننا في موقف القوة لا الضعف، والمجد لا الهوان. إن كنا نئن خلال شعورنا بالضعف لكنه يؤكد لنا الحقيقة المخفية عن أعيننا: أن جهادنا -رغم كل ما يبدو فيه من ضعف- يعلن حلاوة حبنا وتفوح منه رائحة أدهان فريدة في أطيابها، إذ يقول: "مَا أَطْيبَ حُبَّكِ (ثدياكِ) يَا أُخْتِي الْعَرُوسُ؟! كَمْ مَحَبَّتُكِ أَطْيَبُ مِنَ الْخَمْر؟ِ! كَمْ رَائِحَةُ أَدْهَانِكِ أَطْيَبُ مِنْ كُلِّ الأَطْأيَيبِ!" [10].
لقد جاءت كلمات العريس مطابقة لكلمات العروس في مدحها له، لكن في صورة أروع وأقوى...