إن دعوة السيد المسيح للكنيسة أو للنفس البشرية لخبرة القيامة، إنما هي دعوة للانطلاق من الذات البشرية والخروج عن الجسديات. وعبور إلى الحياة الجديدة السماوية... هي دخول إلى "سِتْرِ الْمَعَاقِلِ" أي إلى حضن الآب السماوي الذي فيه تتحصن الكنيسة كحمامة المسيح. هكذا يُريد المسيح القائم من الأموات أن يدخل بمؤمنيه إلى حضن أبيه ويعلن لهم الأسرار الإلهية إذ يقول لهم: "الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو خبر" (يو 1: 18). مرة أخرى يقول: "أنيّ أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي" (يو 15: 15)، وأيضًا: "أيها الآب أُريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي" (يو 17: 24).
إنه يدعوها للاتحاد به "الصخرة الحقيقية" والدخول معه إلى حضن أبيه "ستر المعاقل" لتكون معه إلى الأبد... هذه هي الحصون الأبدية التي تُضفي على الكنيسة جمالًا فيكون صوتها لطيفًا ووجهها جميلًا.!
هكذا يدعو الخاطب خطيبته أن تطير من نطاق الفكر الجسدي إلى الفكر الروحي، فلا تعود حمامة رعناء (هو 7: 11) بل يراها وديعة طاهرة يشتاق إلى صلواتها والتصاقها به... يرى وجهها على الدوام ويسمع صوتها.