يحتوي 1صموئيل 20 على حوار طويل بين داود ويوناثان، والذي فيه قال داود: «ماذا عملت؟ وما هو إثمي، وما هي خطيتي أمام أبيك حتى يطلب نفسي؟» (20: 1)، حيث نرى إن الضمير المتكلم يتكرر كثيرًا، ليُظهر حالة ذهنه. فلم يكن الله في حساباته مطلقًا في هذا الوقت، فما قاله بعد ذلك يظهر بوضوح الخوف الذي تملَّكه، هذا الخوف الناتج من عدم الإيمان «إنه كخطوة بيني وبين الموت» (20: 3). هذا الكلام يكشف أنه لم تكن لداود في تلك الأثناء ثقة في الله، بل كانت شركته بالرب مقطوعة.
نحن الخاسرون عندما نفشل في معرفة الرب في كل طرقنا. فعندما تنقطع شركتنا مع الله، نستسلم للتجربة والخطية. وعندئذ اتَّفق داود مع يوناثان على أن يكذب من أجله، فكان متوقَّع حضور داود إلى القصر في وقت الأكل، ولكنه خاف من الحضور، فأخذ الإذن من يوناثان بالاختفاء ثلاثة أيام، قائلاً له: «وإذا افتقدني أبوك فقل قد طلب داود مني طلبة أن يركض إلى بيت لحم مدينته لأن هناك ذبيحة سنوية لكل العشيرة» (20: 6). ألا يتكلم هذا محذرًا إيانا من العواقب الوخيمة للشركة المقطوعة مع الرب.