لقد قام المسيح من الأموات، ورُفع للمجد
هذه هي وثيقة حياة المؤمن، وجواز سفره للسماء.
لو كان خلاصي في حفظي الشخصي، بلا شك كنت أضيعه،
ولكن «إِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (رو ٥: ١).
نعم، إن هذه الثقة في الله، من قلب بسيط، تُزيل كل شك،
حيث تُستعلن محبة الله في القلب لتملئه،
ويحمل الروح الشهادة أني ابن لله.
ففي الرسالة إلى رومية ناقش الرسول مسألة التبرير أمام الله الذي لا يقدر أن يقف أمامه ما هو دون الكمال التام، وبالتالي إذ أن المسيح هو الوحيد الكامل، فلا يمكن تبريرنا إلا به وفيه. أما يعقوب فيُحدثنا في رسالته عن التبرير أمام الناس: «تَرَوْنَ إِذًا»؛ والناس لا يمكن أن يحكموا سوى بالأعمال. وقد تبرر إبراهيم أمام الله بالإيمان بولادة إسحاق، بينما تبرر بالأعمال أمام الناس بعد ذلك بثلاثين سنة، عندما قدم إسحاق. إن الإيمان الحقيقي بلا شك يعمل بالمحبة، وبلا شك أيضًا أنه ينتج أثمارًا، فإن استمتعت بإظهار محبة أحدهم تجاهك في عوزك، فبلا شك أنك تتأثر بذلك، فنحن نحب الله لأنه أحبنا أولاً. لكن هناك الكثيرون ممن يقعون في خطأ مميت وهو المحاولات اليائسة لتقديم أعمال مقابل التبرير. فإذا ما رأيت مدخنة جارك تدخن في الصباح فماذا تظن يحدث؟ أن النار قد أضرمت فلا بد أن يكون هناك دخان طالما أن هناك نار. لكن لا دخان أولاً! فيمكن لشخص أن يتحدث عن إضرام النار في الداخل، وآخر عن الدخان الذي نراه خارجًا. هناك فارق كبير بين الاثنين، لكن دون تناقض. وهكذا يتحدث الروح القدس على لسان بولس عن إضرام الحياة الأبدية في الداخل، بينما يتحدث على لسان يعقوب عن الإظهارات الخارجية. وبكل تأكيد كلاهما صحيح. أنت تضع البذار في الأرض وتنتظر الزرع ببركة الرب، ثم الثمر، ولو كان الخلاص بالأعمال لما خلص أحد”.