![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() اَلَّذِينَ كَانُوا يَأْكُلُونَ الْمَآكِلَ الْفَاخِرَةَ قَدْ هَلَكُوا فِي الشَّوَارِعِ. الَّذِينَ كَانُوا يَتَرَبُّونَ عَلَى الْقِرْمِزِ احْتَضَنُوا الْمَزَابِلَ [5]. كان الأطفال يتربون على القرمز، أي يمارسون حياة الملوك في ترفٍ، لكن بسبب السبي صاروا كما في مزابل. شتّان ما بين حال ابنة صهيون التي كانت تعيش كأسرة ملوكية في جناح القصر الملكي الروحي، تتمتع بكلمة الله اللذيذة واهبة الشبع والحياة، وما بلغت إليه من جوع برفضها للسيد المسيح خبز الحياة النازل من السماء، فهزلت روحيًا للغاية، وحلّ بها الهلاك في الشوارع، كأن لا بيت لها ولا مأوى روحي. عوض ارتدائها الثياب الثمينة التي من القرمز، تفرح بها الملائكة، إذ ترتدي ثوب القداسة الحقيقية، ارتمت في المزبلة لتحتضن الجحود. *تأمل قول يوحنا: "إلى خاصته جاء" (يو 1: 11)، ليس لأجل حاجة المسيح، لأنه مستحيل أن تكون الذات الإلهية محتاجة، لكنه جاء من أجل الإحسان إلى خاصته. وقد جعل يوحنا ملامة هؤلاء اليهود أشد لذعًا عندما قال: "وخاصته لم تقبله". مع أن المسيح هو الذي جاء إليهم لمنفعتهم إلا أنهم رفضوه، ولم يفعلوا به هذا الفعل فقط، لكنهم أخرجوه إلى خارج كرمه وقتلوه. *نال اليهود معرفة أكثر من السامريين، وتعرفوا دومًا على الأنبياء، وأكلوا معهم، فظهروا في هذا أنهم متأخرون عنهـم، لأن هؤلاء السامريين آمنوا بالمسيح بناء على شهادة امرأة، دون أن يبصروا منه معجزة واحدة، وخرجوا مسرعين يطلبون من المسيح أن يقيم عندهم، أما اليهود فشاهدوا بأعينهم عجائبه، وليس أنهم لم يستبقوه معهم بل طردوه بعيدًا، واستخدموا كل وسيلة لاستبعاده عن بلادهم، مع أنه قد جاء أصلًا لأجلهم . *كأن السيد المسيح يقول لليهود هنا: فإن كنتم لم تتبعوني فليس لأني لست راعيًا، لكن لأنكم لستم غنمي. قال السيد المسيح هذا لكي يريدوا أن يصيروا غنمًا له، ولكي ينهضهم ويجعل فيهم هذه الشهوة . القديس يوحنا الذهبي الفم العلامة أوريجينوس |
![]() |
|