في عام 2000، تنكّر عاهل الأردن الملك عبد الله بن حسين في ثيابٍ عتيقة وتظاهر أنه سائق سيارة أجرة بسيط. ولمدة ساعتين من الزمن مارس الملك تلك المهنة في شوارع الوسط التجاري في مدينة عمّان المزدحمة. وبينما كان الملك ينقل ركابه من مكان الى آخر... كان يحدّثهم عن الأوضاع الداخلية في الأردن، ويستفسر منهم عمّا يضايقهم في دوائر الدولة المختلفة والوضع الداخلي في البلاد.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يتنكّر فيها الملك، بل لقد فعل ذلك مرارا عديدة لكي يعي مباشرةً ومن فم المواطنين أنفسهم المشاكل التي يعانونها لكي يتمّ إصلاحها.
وفي إحدى المرّات، زار الملك إحدى الدوائر الحكومية متنكّرا كمواطن يريد الحصول على معاملة معيّنة، وكانت تلك الزيارة لكي يختبر الملك بنفسه إشاعات عن سوء المعاملة في تلك الدائرة. وعندما كان الملك أخيرا يعلن عن هويته في آخر الزيارة، لا بد أن الخوف الشديد كان يعتري الموظفين والمسؤولين الذين أساءوا إستخدام سلطانهم ونفوذهم على الشعب.
أخي وأختي، لقد تكلّم الرب يسوع عن يوم الدينونة الأخير، فقال هذه الكلمات: ومتى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده. ويجتمع امامه جميع الشعوب فيميّز بعضهم من بعض كما يميّز الراعي الخراف من الجداء. فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار. ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم. لاني جعت فاطعمتموني. عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فآويتموني. عريانا فكسيتموني. مريضا فزرتموني. محبوسا فأتيتم اليّ.
فيجيبه الابرار حينئذ قائلين. يا رب متى رأيناك جائعا فاطعمناك. او عطشانا فسقيناك. متى رأيناك غريبا فآويناك. او عريانا فكسوناك. ومتى رأيناك مريضا او محبوسا فأتينا اليك. فيجيب الملك ويقول لهم الحق اقول لكم بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم .
ثم يقول ايضا للذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الابدية المعدة لابليس وملائكته. لاني جعت فلم تطعموني. عطشت فلم تسقوني. كنت غريبا فلم تأووني. عريانا فلم تكسوني. مريضا ومحبوسا فلم تزوروني. حينئذ يجيبونه هم ايضا قائلين يا رب متى رأيناك جائعا او عطشانا او غريبا او عريانا او مريضا او محبوسا ولم نخدمك. فيجيبهم قائلا الحق اقول لكم بما انكم لم تفعلوه باحد هؤلاء الاصاغر فبي لم تفعلوا.
إن الله يحب الإنسان جدا جدا...، فقد خلق الإنسان على صورته ومثاله، لكن الإنسان أخطأ وإبتعد عن الله... لكن من محبة الله للإنسان لم يتركه في خطاياه، بل تنازل لكي يموت عن كل واحد من البشر... لكي يعطنا حياة أبدية... فكل من يقبل عطية الله ويؤمن بموت المسيح من أجل خطاياه ... ينال الحياة الأبدية التي تكلّم عنها المسيح ولن يذهب الى العذاب الأبدي، إذ أن المسيح بموته يكون قد دفع ثمن خطاياه...
وكما أحبنا المسيح يريد منا أن نحب الآخرين أيضا...
إن الرب يعتبر عمل الرحمة الذي تقدمه لأخيك الإنسان كأنك تقدمه له شخصيا... فهل ترى الرب في أخيك؟ حتى هؤلاء الذين أضعف وأفقر منك...
توصينا كلمة الرب أن لا نحب لا بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق...
لأنه ربما يضع الرب في طريقك اليوم إنسانا لتعمل معه الرحمة والمحبة، وكل هذا إنما ليمتحن محبتك له.