|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
معرفة الله: «فأذلك وأجاعك وأطعمك المن الذي لم تكن نعرفه ولا عرفه آباؤك لكي يعلمك أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الإنسان. ثيابك لم تَبلَ عليك، ورجلك لم تتورم هذه الأربعين سنة» (ع3 و4). إن معرفة ذواتنا ورداءة طبيعتنا بهذه الصفة يجب أن لا تُنقص من أفراحنا، بل إن الأمر على نقيض ذلك تمامًا لأنه كلما تعمَّق المؤمن في معرفة ذاته، كلما ازداد فرحه وعظم سروره لأنه بذلك يتخلص من ذاته رويدًا رويدًا ويلتصق بمصدر فرحه الوحيد ونصيبه الصالح: الرب يسوع المسيح. والمؤمن عليه أن يتأكد أن خراب الطبيعة الكامل ليس هو مجرد عقيدة نظرية في المسيحية، ولكنه اختبار عملي وحق صريح، وعليه أن يختبر عُمق وكمال وقوة وسائل الرحمة التي يُجريها معه الرب في الطريق «فأذلك وأجاعك ...» لا لكي تيأس، ولكن «لكي يُطعمك المن الذي لم تكن تعرفه ولا عرفه آباؤك». ما أعظم وما أجمل هذه الشهادة، فإن «أربعين سنة» تشهد وتكشف عما يكنه قلب الله من نحو شعبه المفدي. ستمائة ألف رجل ما عدا النساء والأطفال آكلين ولابسين ومُعتنى بهم في برية مُجدبة. يا لها من وسائل إلهية مباركة ومُشبعة للنفس! كيف يمكن وأمامنا وبين أيدينا تاريخ إسرائيل ووصف رحلاتهم في البرية المُقفرة، أن يتسرب إلى قلوبنا أي شك أو خوف؟ يا ليتنا نكف عن النظر إلى ذواتنا ونتمسك بالمسيح ربنا، وفي هذا سعادتنا وقداستنا الحقيقية «لأن الرب إلهك قد باركك في كل عمل يدك عارفًا مسيرك في هذا القفر العظيم. الآن أربعون سنة للرب إلهك معك لم ينقص عنك شيء» (تث2: 7). |
|