أليشع يبدو أن الملك يهورام لم يفكر مُطلقًا في أليشع، مع أن النبي في هذه الأيام كان واسطة بركة الله للشعب. كان الله يمد إليهم يد الخلاص عن طريق خادمه. ولكن ليس لنبي كرامة في وطنه؛ ويبدو أن أليشع قد عاد للاستقرار في السامرة (ص2: 25، 6: 32). وهكذا كان على أليشع أن يأخذ زمام المبادرة، فأرسل الرسالة التالية إلى الملك: «لماذا مزقت ثيابك؟ ليأتِ إليَّ فيعلم أنه يوجد نبي في إسرائيل» (ع 8).
وأخيرًا جاء نعمان إلى ”رجل الله“ ألشيع النبي، ممثل الله الحي الذي يُميت ويُحيي، فقد جاء وأمامه مركزه العالي ـ بخيله ومركباته. والكبرياء ملؤه. «وقف عند باب بيت أليشع». ولكن ليس هكذا نأتي إلى الله. فنعمان لن يبرأ بشروطه هو .. ولكن بالشروط التي يحددها الله له. وهذا ما كان عليه أن يتعلمه.
والآن أ ليس هذا ما ينبغي أن يتعلمه كل خاطئ: أن يقترب إلى الله موقنًا بعدم استحقاقه. لا ينبغي أن أفكر أنه يجب أن أحسِّن ذاتي لأستحق الخلاص بمزاياي الشخصية، بل أن أقبل كما أنا، كخاطئ ضال. وهكذا يقبلني الله .. إنه يفعل ذلك على أساس النعمة المجانية.