في سيرته الذاتية، والتي دونها الفيلسوف العلمي ذائع الصيت ”سير كارل بوبر“، في عام ١٩٧٦، والتي سماها: ”تساؤل لا ينتهي“، أبدى ”بوبر“ هذه الملحوظة الصائبة: إن انتشار الفكر الدارويني مرده إلى كونه أول شرح مقنع لنشوء وارتقاء الحياة لا يلتزم بوجود إيمان شخصي في الله الخالق. ويستطرد ”بوبر“: إن قبول نظرية الارتقاء كان بالنسبة له أشبه بالتعلق بقشة. واسمعه يقول: ”لم أكن أعبأ كثيرًا بقوة أو صواب منطق نظرية الارتقاء أو شرحها، ولكن في موقف كهذه الأزمة وهذا اليأس، علينا أن نتلقف بشكر أي قش لنتعلق بها“. ولم يكن هذا الموقف حصريًا على ”بوبر“، بل أن كثيرين من العلماء البارزين وافقوه.