حَقًّا إِنَّهُ يَعُودُ وَيَرُدُّ عَلَيَّ يَدَهُ الْيَوْمَ كُلَّهُ [3].
بالنسبة لإرميا النبي كانت حياته كلها، إلى آخر نَفَسْ له سلسلة لا تنقطع من المتاعب والضيقات حتى من أهل قريته عناثوث.إذ كانوا يتطلعون إليه كإنسان متشائم على الدوام، يحطّم نفسية القادة والجيش والشعب، وإن ما يهدد به إنما هو كلام. اُتهم كخائنٍ لوطنه، لا يستحق حتى الحياة في وسط مجتمعه!
أما بالنسبة للسيد المسيح فإن ما حلّ به منذ الحبل به إلى دفنه في القبر، إنما هو طريق الآلام والصليب. يبدو كأن الآب الذي بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، قد امتدت يده عليه بالضيقات، حتى يتحقق خلاص العالم.
بقوله "اليوم كله" يشير إلى حياته على الأرض، فهي سلسلة لا تنقطع من الآلام. كما يُقصد به يوم الصليب، حيث تكتلت الآلام من كل صنفٍ لتحل به.
أما بالنسبة لكل مؤمنٍ منا، فيبدو كأن الله ضدي، يؤدب يومًا فيومًا، لكنه لن يوقف حبه لي، فهو ليس ضدنا بل ضد خطايانا.