يستحضر سفر المراثي أمامنا أورشليم كمن أصبحت أرملة، ترمّلت بإرادتها، إذ فقدت عريسها السماوي باختيارها للخطية عريسًا باطلًا.
فقدت الاحتفالات بالعيد، فصار الحزن نصيبها. صار أُمراؤها في حالة عار، ولهذا يبكي عليها النبي، ويرثي الحالة التي وصلت إليها. لقد بكى الرب يسوع المسيح على أورشليم حيث نقرأ القول: "وفيما هو يقترب نظر إلى المدينة (أورشليم) وبكى عليها، قائلًا إنكِ لو علمتَ أنت أيضًا حتى في يومك هذا ما هو لسلامك... (لو 41: 19-44).
وقبل أن يبكي الرب على أورشليم بكى لنفس السبب النبي الباكي حيث كلت عيناه من الدموع، ويقول التقليد اليهودي إن إرميا جلس يبكي خارج السور الشمالي للمدينة على رابية تدعى الجلجثة التي عليها صُلب سيدنا له المجد.