الرسول بولس يبدأ تحريضاته لتيموثاوس في أصحاح ١: ٦. لكن قبل التحريض يأتي التحفيز. والأعداد من١-٥ هي فقرة تحفيز رائعة لتيموثاوس. في الواقع هي رائعة لجميعنا. وذكرنا فيما سبق أول محفز هو السلطان. والمحفز الثاني محبة الغير أو الإيثار. والمحفز الثالث هو التقدير. ونواصل حديثنا، فنقول:
❉ رابعًا: أمر آخر مُحفِّز يبرز في هذه الافتتاحية هو ما سنطلق عليه الصلاة والطلبة. في نهاية عدد٣ يقول: «كَمَا أَذْكُرُكَ بِلاَ انْقِطَاعٍ»، ثم يضيف: «فِي طِلْبَاتِي لَيْلاً وَنَهَارًا». إنه إسهاب أن تقول: «أَذْكُرُكَ بِلاَ انْقِطَاعٍ فِي طِلْبَاتِي لَيْلاً وَنَهَارًا». كان يمكنه أن يقول: «أَذْكُرُكَ بِلاَ انْقِطَاعٍ»، ويكتفي. أو يقول: «أَذْكُرُكَ فِي طِلْبَاتِي لَيْلاً وَنَهَارًا»، ويكتفي. لكن أن يقول: «أَذْكُرُكَ ... بِلاَ انْقِطَاعٍ ... فِي طِلْبَاتِي ... لَيْلاً وَنَهَارًا»، فهو بحق يؤكد الأمر تأكيدًا قويًا. فما يقوله هو: ”يا تيموثاوس: أنا أصلي لأجلك كل الوقت. وكوني أفكر فيك، وكون لدى ذكريات جميلة عنك، هو بسبب أنك متواجد دائمًا أمامي في حياة صلاتي، فأنا أطلب لأجلك دائمًا“. لقد استخدم الرسول بولس هذا التعبير في ١ تسالونيكى٥: ١٧«صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ». يا له من أمر مُحفِّز! «أَذْكُرُكَ بِلاَ انْقِطَاعٍ»؛ بلا إعاقة، بلا توقف. إني أُذكّر الله دائمًا باحتياجاتك، مُتوسلًا من أجلك. إن كلمة ”طِلْبَات“ هنا هي توسل، سؤال، تضرع لله من أجلك؛ إني أصلي وأتضرع من أجلك ليل نهار. لست أدري إن كان ممكنًا الفصل بين الليل والنهار في زنزانة. لا أعرف، ربما لا فرق بينهما، لكن ما يقصده بولس هو كل الوقت، فأنا أتذكرك طوال الوقت، وأصلي من أجلك كل الوقت. هذا هو قلب الرسول بولس. لو قرأنا رسائله سنجد كم من المرات يقول للقديسين: إني أصلي من أجلكم بلا انقطاع. لقد قالها لكنيسة روما، لكنيسة كورنثوس، لكنيسة فيلبى، لكنيسة كولوسي، لكنيسة تسالونيكي، وأيضًا لصديقه فليمون. وهنا أيضًا لتيموثاوس: «أَذْكُرُكَ بِلاَ انْقِطَاعٍ فِي طِلْبَاتِي لَيْلاً وَنَهَارًا».
هل تعلم كم يجبر ذلك قلب شاب؟ هل تعلم كم يسند ذلك التلميذ أن يعرف أن أحدهم يصلي لأجله باستمرار؟ إنها لا تطلق فقط قوة الله لأن «طِلْبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا» (يع٥: ١٦)، لكنها تعمل أيضًا كقوة دافعة في حياة الشاب، أن يعرف أن قديس الله، أعظم جميع القديسين، يُصلي من أجله يوميًا.
هل تريد التأثير في شخص ما للمسيح؟ هل تريد أن تحرك قلب أحدهم بطرق عظيمة؟ هل تريد أن تبقيهم مهتمين كيف يعيش ون؟ ضعهم تحت سلطان. دعهم يعرفون أن لك روح إيثار تطلب خيرهم، قدّرهم ثم ذكّرهم أنك لا تتوقف عن الصلاة لأجلهم، وانظر كيف يحفز ذلك قلوبهم.