![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ”لم يكن مُمكنًا أن عدن بكل مسراتها، ولا سلطان آدم المُطلَق، باعتباره رأس الخليقة، أن تهب آدَم ما وهبته إياه حَوَّاء. لقد رسمت على شفتيه الاعتراف أنه الآن راضٍ. ويا له من امتياز رائع أن تنتمي إلى جماعة - منذ يوم الخمسين إلى لحظة الاختطاف - هي منذ الآن، وباستمرار، موضوع رضى الرب التام، وأنها ثمرة تعب نفسه، وهي الحصاد الذي يجمعه الرب بالترنم بعد أن سبق وزرعه بالبكاء (إش٥٣: ١١؛ مز١٢٦: ٤، ٥؛ عب١٢: ٢)! ويقينًا أن الرب يستحق أن يكون موضوع محبتنا. ولكن الحق الذي يُنبر عليه الوحي هنا: إن الكنيسة هي كيان تم وجوده ليكون غرض محبة الرب على نحو خاص“. «لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا» (تك٢: ٢٤). مُجددًا نلحظ وجود انطباق بين هذه الحقيقة من ناحية، مع علاقة المسيح والكنيسة من ناحية أخرى. لقد فسخ الرب علاقته مع شعبه الأرضي؛ إسرائيل، سعيًا وراء اقتناء الكنيسة. ولقد اُقتُبِس هذا العدد (تك٢: ٢٤)، في أفسس ٥: ٣١ حيث ينص الوحي مُشددًا على أنه إنما يتكلَّم من نحو المسيح والكنيسة. وأن رابطة الزواج لهي الصورة المُثلى للاتحاد بين المسيح والكنيسة: «لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ. مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. هذَا السِّرُّ عَظِيمٌ، وَلكِنَّنِي أَنَا أَقُولُ مِنْ نَحْوِ الْمَسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ» (أف٥: ٣٠-٣٢). إن حقيقة صيرورة الاثنان واحدًا، تأخذنا رجوعًا إلى الأصحاح الأول من سفر التكوين، حيث يُشار إلى الرَّجُل والْمَرْأَة بـ”آدَم“ في تكوين ١: ٢٦، ٢٧، بحسب الأصل العبري: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ (Adam - humankind) عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا ... فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ (Adam - humankind) عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ». ومرة أخرى نقول إن ذلك ليس انطباعًا، بل هو تشبيه مُميَّز واضح، يتفق مع تعليم العهد الجديد. فعندما يتكلَّم عن الكنيسة باعتبارها جسد المسيح (١كو١٢)، يُشدّد الرسول بولس على خصوصية العلاقة بين المسيح والكنيسة، حيث يتحدث عن كليهما معًا بالقول: ”المسيح“: «لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ هُوَ وَاحِدٌ وَلَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ، وَكُلُّ أَعْضَاءِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ إِذَا كَانَتْ كَثِيرَةً هِيَ جَسَدٌ وَاحِدٌ، كَذلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضًا» (١كو١٢: ١٢). فإذا كانت حكمة الله ظاهرة في الخليقة، فإن حكمة الله المتنوعة تُرى من خلال الكنيسة. إن الكنيسة بالحقيقة هي التعبير الأكمل عن مشورة الله وحكمته، كما هو مشروح في أفسس ١-٣. ويجد هذا التعبير الإتمام العملي له حين تجتمع الكنيسة - في هذه المدينة، أو هذه القرية - إلى اسم الرب. |
![]() |
|