![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() أن الله خلق الإنسان، ذكرًا وأنثى، مذكورة بالفعل في تكوين ١: ٢٧ «خَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ ... ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ». أما الأصحاح الثاني من سفر التكوين فمعني بعلاقات الإنسان نحو الله، والخليقة، والمرأة. وهذا يفسر تغيير اسم الله من ”الله (إيلوهيم)“ في الأصحاح الأول، إلى ”الرب (يهوه)“ في الأصحاح الثاني. وبالنظر إلى علاقة آدَم بحَوَّاء، تبرز هنا حقيقة رائعة، وهي أن الغاية من وجودها هو إدخال السرور إلى قلب آدَم. وبطبيعة الحال، يحق للكنيسة أن تجد كل الرضى والسرور في المسيح، لكن سبب وجودها، هو أن تُجلِب الفرح إلى قلبه، لا لتفرح هي. إن المسيح هو المركز هنا، لأن الكنيسة إنما خُلِقَت لشبع قلبه. ومن شأن هذا الاستدراك البسيط، أن يُغيّر الطريقة التي ننظر بها نحو كنيسة الله. فالكنيسة عبارة عن صحبة من البشر، باركهم الله بغنًى، وهم يجدون دائمًا فرحهم في الرب. ولكن ليس هذا هو الداعي من تكوينها، بل إنما هي جُبِلَت لأجله. كان آدَمُ وحيدًا؛ وهكذا كان المسيح كإنسان على الأرض. اسمعه يتكلَّم عن نفسه في مِثَال: إنه سيظل وحيدًا، ما لم يمت «اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ» (يو ١٢: ٢٤). إن عجز التلاميذ عن فهمه، وقصورهم عن إدراك أفكاره، زاد من شعوره المُوحش بالوحدة. ويكفي أن نتفكر فقط في جثسيماني. وهكذا سيستمر إحساسه بالوحدة، حتى كالإنسان المُقام من بين الأموات؛ بمعنى أنه ينتظر، وينظر إلى الكنيسة باعتبارها ”مِلْؤُهُ“. كان وضع آدَم، شبيهًا بذلك، في مِثَال. فعلى الرغم من إمكانياته العقلية الفذة، التي مكَّنته من استعراض كل حيوانات وطيور الخليقة، ووصفها وتسميتها على نحو ملائم ومناسب (تك٢: ١٩)، إلا أنه كان يفتقر إلى الكمال؛ كان وحيدًا، وعلى إثر ذلك قرّر الله: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ» (تك٢: ١٨). لم يكن في جميع المخلوقات أحد يُمكن أن يُشاركه أفكاره، ويتفهم مشاعره، ويبادله محبته. وبهذا المعنى، هكذا المسيح أيضًا كإنسان كان يفتقر إلى ”مِلْؤُهُ“. ومن جانبنا لم نكن لنجرؤ على قول ذلك، لو لم يكن الكتاب المقدس أعلن بكل وضوح أن الكنيسة هي ”مِلْؤُهُ“؛ الكنيسة «هِيَ جَسَدُهُ، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ» (أف١: ٢٣). هل ثمة مقام أرفع من الانتماء إلى هذا الكيان؛ أعني الكنيسة؟ إن كل الأتقياء الذين عاشوا في أزمنة العهد القديم، والذين سيعيشون خلال فترة الضيقة العظيمة، ليس لهم هذا الامتياز المُخصَّص فقط لأولئك الذين يؤمنون بالمسيح في زمان النعمة، أي بين يوم الخمسين والاختطاف. بعد أن نظرنا إلى هذه التفاصيل القليلة فقط، أفلا نشعر بأننا نحتاج لأن نسمح لله بتقويم وتكوين تفكيرنا في هذا الصدد؟ لم تُوجد الكنيسة لأجلها هي، بل من أجل المسيح. وإن هؤلاء المُنتمين لها، إنما قد أُعطوا له على سبيل الإكمال والإتمام؛ وينبغي أن تكون لهم القدرة على الحس والشعور، كما يفعل هو، فيما يتعلق بكل شيء في هذا العالم، وحتى فيما يتعلق بما وراء العالم. فهل نحن نُبادله محبته على نحو عملي في حياتنا؟ وهل أفكارنا ومشاعرنا وتطلعاتنا في توافق وانسجام مع تلك التي له؟ |
![]() |
|