![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الرب يسوع علَّم بأمثال: لماذا؟ لم يبتكر يسوع طريقة التعليم والوعظ بأمثال. فالعهد القديم مكتظ بكثير من الأمثال، وأحيانًا قصصًا خيالية. مثلاً في الأصحاح التاسع من سفر القضاة، أخبرنا يُوثَام عن قصة خيالية تتضمن محادثة بين عدة أشجار، شجيرات وعليقات. وبالمثل فإن الرسول بولس، في غلاطية ٤: ٢١-٣١، عقد مشابهة، مُستخدمًا شكلاً آخر من الكلام التصويري، ليشرح عهد العبودية في القديم، تحت الناموس (مرموزًا له بإسماعيل)، مع عهد النعمة والحرية الجديد في المسيح (مرموزًا له بإسحاق). وحتى يومنا هذا، فإن الشعوب السامية في الشرق الأوسط، مثل العرب، والعبرانيين، والسوريان - ينجذبون إلى أسلوب التعليم بأمثال. فهو يشعل تصوراتهم وعواطفهم، بغض النظر عن التفكير المنطقي. إذًا، فالأمثال معنية، في المقام الأول، بجذب انتباه السامعين، ومن ثم تعليمهم الحق. فهي توقظ التفكير وتثير التقدير. إنها تضرم الضمير الكامن، وتشعل المشاعر والعواطف. لنذكر أن الذين استمعوا إلى تعليم الرب يسوع الرمزي، قالوا: «لَمْ يَتَكَلَّمْ قَطُّ إِنْسَانٌ هكَذَا مِثْلَ هذَا الإِنْسَانِ» (يو ٧: ٤٦). ويمكننا القول إن الرب يسوع استخدم الأمثال ليُخفي الحق عن أولئك غير المعنيين والعصاة والمتمردين بإرادتهم، ويهب المزيد من الحق لمن يمتلك الرغبة والشغف بالحق. لقد قصد بالفعل أن ينزع الحق عن أولئك الذين لا يضمرون تقديرًا له. ولعل هذا يفسر لماذا قال ذات مرة: «لاَ تُعْطُوا الْقُدْسَ لِلْكِلاَب، وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ، لِئَلاَّ تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ» (مت ٧: ٦). لقد تكلَّم الرب يسوع بأمثال، ليكشف النقاب عن الحق، ولتتميم النبوات. |
![]() |
|