بدأ التخطيط لهذه المعركة في الأزل، في مجلس اللاهوت (الآب والابن والروح القدس)، في غرفة عمليات المشورات الإلهية. وقد وقع الاختيار على أقنوم الابن ليقوم بهذه المهمة الصعبة، وهو قَبِلَ التكليف الأزلي بسرور (1بط1: 20؛ عب9: 14).
والمسيح هو ”رَجُلُ الْحَرْبِ“ (خر15: 3)؛ أي أنه هو المحارب الذي خاض هذه المعركة بمفرده. والخصم في هذه المعركة هو الشيطان الذي، عن طريق دخول الخطية إلى العالم، استعبد وعربد، وصال وجال، وأفسد كل شيء. فأمسى العالم في ظلمة أدبية حالكة، من جهل وعمى، أدَّت بالناس إلى القتل والدمار، والخزي والعار، وظل الإنسان المسكين يعاني مُدَّة أربعة آلاف سنة.
ولكن في خلال هذه الفترة كان هذا القائد العظيم والمحارب الشجاع يَشِنُّ حروبـًا على الشيطان، ولكنها كانت بما يشبه المناورات التي تسبق المعركة. لم تكن هذه المناورات تدريبية، حاشا! فرجل الحرب لا يحتاج أي تدريب، ولكِنَّها كانت تطمينية للإنسان، لكي يعرف أن معركة عظيمة عتيدة أن تحدث فتغير مجرى التاريخ ومصير البشرية.