صديقي العزيز: أن تقرأ في الصباح الباكر، وبصورة يومية، وبروح الخشوع فصلاً مِن كلمة الله المنعشة والمُطهِّرة، هذا يضمن لك قداسة الفكر طوال النهار، طالما نحفظها ونقبلها ونجترّ عليها «خَبأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي لِكَيْلاَ أُخْطِئَ إِلَيْكَ» (مز119: 11).
إن كلمة الله كالمرآة تكشف العيوب، وكالماء تغسل وتنعش وتطهر القلوب. في حلاوتها أحلى من العسل وقطر الشهاد، وفي غلاوتها أشهى من الذهب والإبريز الكثير، وفي حفظها ثواب عظيم (مز19: 11).
هي كالمطرقة تحطِّم الصخر، وهي كالسراج في ظلمة هذا الدهر. ليتنا نصرخ قائلين: «دَعَوْتُكَ. خَلِّصْنِي، فَأَحْفَظَ شَهَادَاتِكَ» (مز119: 146)، والمقصود من الخلاص هنا ليس الخلاص مِنْ الضيق، ولا الخلاص مِنْ عقوبة الخطية، بل مِن كل ما يُعطلنا عن حفظ الكلمة.
فالرب يوصي: «يَا ابْنِي، احْفَظْ كَلاَمِي وَاذْخَرْ وَصَايَايَ عِنْدَكَ. احْفَظْ وَصَايَايَ فَتَحْيَا، وَشَرِيعَتِي كَحَدَقَةِ عَيْنِكَ. اُرْبُطْهَا عَلَى أَصَابِعِكَ. اكْتُبْهَا عَلَى لَوْحِ قَلْبِكَ ... لِتَحْفَظَكَ مِنَ الْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ مِنَ الْغَرِيبَةِ الْمَلِقَةِ بِكَلاَمِهَا (صورة للخطية)» (أم7: 1-5).