رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خارطة الطريق للتتويج «فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ... غَيْرَ مُخَوَّفِينَ بِشَيْءٍ مِنَ الْمُقَاوِمِينَ» (في1: 27، 28) هناك فرق بين كلام الرسول بولس عن الجهاد المسيحي في رسالة فيلبي، وكلامه في رسالة أفسس (أف6). في رسالة فيلبي يُنظر إلى المُقاومين من البشر،وأما في رسالة أفسس فإلى إبليس وجنده الشرير. في رسالة أفسس نرى مقامنا وبركاتنا في السماويات، فمن ثم يُصارعنا العدو لكي يحرمنا إياها. لا شك أنه يستعمل آلات بشرية، ولكن الوحي ينظرإلى إبليس وجنده باعتبارهم أصل كل مقاومة ضدنا؛ أما في رسالة فيلبي فيُنظر إلينا باعتبار مسيرتنا في هذا العالم، حيث تكثر علينا التجارب من داخل دائرة الاعتراف المسيحي، ويهيج علينا البشر من الخارج. وفي فيلبي 1: 27-30 يُخاطِب الرسول بولس الفلبيين بخصوص جهادهم ضد العدو، ويُريد ثباتهم واتحادهم معًا في روح واحد وبنفس واحدة في الداخل، وعدم خوفهم من مهاجمات العدو من الخارج. فماذا ينتظر منهم الرسول إذن؟ أولاً: المصداقية والسلوك اللائق بإنجيل المسيح: «فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ» فيجب أن يتفق سلوكنا العملي وإنجيل المسيح. علينا أن نعيش كما يَحِقُّ لإيمانناواعتقادنا، وليكن كل تصرفنا لائقًا بأناس قد ارتبطوا بعهد مقدس مع المسيح، فنعيش في توافق مع ما نعرفه ونؤمن به ونكرز به؛ ألَّا نقول ما لا نفعله، وألَّا نعيش بما يُخالف ما نعظ به. كثيرون يساهمون ماليًا لنشرالإنجيل (في1: 5)، ولكن الرسول يريدهم أن يُساهموا بسلوكهم أيضًا للغرض ذاته (في2: 15). وعلى المسيحي أن يذكر على الدوام المملكة التي هو مواطن فيها؛ حيث يملك المسيح، وحيث كلمة الله هي الدستور. ويجب أن يتفق تصرفه مع هذهالجنسية السماوية (في3: 20). ثانيًا:الثبات: «أَنَّكُمْ تَثْبُتُونَ» فإذا سلك القديسون كما يحق لإنجيل المسيح، عندئذٍ يمكنهم أن يثبتوا ضد كل مقاومة. وعلى المسيحي أن يجاهد وأن يستمرّ محاربًا، بلاضعف أو وهن لأجل المسيح. إن العالم مليء بالمسيحيين المتقهقرين إلى الوراء. وعندما تكون الظروف صعبة حولهم، يُخفون إيمانهم ومسيحيتهم. أما المؤمن الحقيقي فإنه يظل ثابتًا في موقفه، لا يحيد عنه. ”الثبات“ يعني ”الحفاظ على مواقعنا“؛ ألَّا يتزحزح الجندي عن موقعه الذي اكتسبه، أو الذي وضعه فيه قائده، مهما كانت الهجمات الشرسة المضادة. وهذا يستلزم بالطبع حمل سلاح الله الكامل (في4: 1؛ أف6: 11، 13). ثالثًا:الجهاد: «تَثْبُتُونَ ... مُجَاهِدِينَمَعًا ... لإِيمَانِ الإِنْجِيلِ» نلاحظ أن ”الثبات“ يأتي قبل ”الجهاد“. وينتقل الرسول من الحديث عن الجندية، إلى الحديث عن مضمار السباق وتعاون الفريق الرياضي الواحد – بدون تضارب أو تنافر – منأجل غرض مشترك، وهو إحراز الانتصار على الفريق الخصم. فالكلمة ”مُجَاهِدِينَ“ بحسبالأصل اليوناني مأخوذ عنها كلمة ”رياضيين“، ولذلك فهي تُشير إلى جهاد بالتعب الفعلي من أجل هدف مزدوج: أن تصل رسالة الإنجيلإلى كل العالم، وأيضًا الدفاع عن حقائق الإيمان المُسَلَّمِ مرة للقديسين. رابعًا:الاتحاد: «تَثْبُتُونَ فِي رُوحٍ وَاحِدٍ،مُجَاهِدِينَ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ»ِ بكلمات أخرى: يجب ألَّا يكونوا مجموعة من الأفراد ينشدون كل واحد خيره الخاص، بل يكونون وحدة واحدة عاملة معًا. فالمسيحيوني واجهون عدوًا مشتركًا، لذا وجب ألا يُحاربوا بعضهم بعضًا، بل يتحدوا ضد هذا العدو. وكما ذكرنا فإن الرسول هنا يُصوّرالكنيسة كفريق، ويُذكِّرهم بأن الفريق الذي يعمل أعضاؤه معًا، هو الذي يكسب الانتصارات. ونحن يجب أن يكون أمامنا هدف واحد: مجد المسيح، وصنع مشيئته. ولأننا أعضاء الفريق الواحد، فلا بد أن نعمل بتعاون. فليس أن يقف كل مؤمن بثبات منفردًا، بل أن نثبت معًا في وحدة ومحبة وانسجام، يسند ويعضد بعضنا البعض (في2: 1-4؛ 4: 2، 3). فلا مجال للتضارب والتنافر والانشقاق والتحزب والتنافس والمرارة بين أعضاء الجسد الواحد (رو12: 5؛ 1كو1: 10؛ غل3: 28؛ أف2:11-22؛ 4: 3-13). والكنيسة يجب أن تُحافظ على وحدتها وانسجامها. وهذه الوحدة لايمكن أن تنتج إلا إذا كان لنا فكر المسيح (في2: 1-5). إن الأنانية والمشغولية بالذات تأتيب الانقسامات والتحزبات، أما المشغولية بالمسيح فتأتي بالوحدة والانسجام (أف4:25-31). خامسًا: الإيمان والثقة وعدم الخوف: «غَيْرَ مُخَوَّفِينَ بِشَيْءٍ مِنَالْمُقَاوِمِينَ» عند اشتداد الأزمات قد يضعف الآخرون، وتنتابهم المخاوف، ويستبد بهم القلق، فيكونون كريشة في مهب الرياح. ولكن في أوقات كهذه يظل المؤمن المسيحي هادئًامتزنًا. وإذا استطاع المؤمنون أن يكونوابهذه الصفات، ضربوا أروع الأمثلة التي تجعل غير المؤمنين يسألون عن سبب الرجاء المسيحي (1بط3: 15)، فيهجرون مسالكهم، ويثورون على طرقهم الخاصة في الحياة، ويتأكدون أن المؤمنين المسيحيين لديهم شيء لا يملكونه، ويفتِّشون عليه باجتهاد حتى يجدوه. ويُعلّق أحد الشراح على هذه الآية: «غَيْرَ مُخَوَّفِينَ بِشَيْءٍ مِنَ الْمُقَاوِمِينَ» قائلاً: في وقت كتابة رسالة فيلبي، كانت تُقام مباريات للمصارعة في الملعبالروماني الشهير المُسمى ”كولوزيوم“، حيث كان يتصارع رجلان حتى ينتصر أحدهما مُلقيًا الآخر على الأرض، بينما سيفه موضوعًا على رقبة خصمه، منتظرًا إشارة الجماهير المحتشدة في المدرجات؛ فإذا رفعوا أباهمهم، عاش المهزوم، وإذا أخفضوها، لقي حتفه. وهكذا كانت حياة المهزوم رهنًابإشارة الجماهير، ولذلك كان يخافهم. فبإشارة منهم كان يعيش أو يموت. أما المنتصر فكان يُدعىَ إلى منصة الحاكم ليُكافأ. أما خادم الرب يسوع المسيح فلا يخاف من جماهيرالمحيطين به؛ فهو ليس مهزومًا بل منتصرًا في المسيح يسوع (رو8: 37)، ومصيره الأبديليس رهنًا بأيديهم، ومكافأة خدمته ليست مرتبطة بهم، ولكن الذي يحكم ويتحكم في كلأموره هو الرب. فلننظر إليه إذًا، ولاننظر حولنا. سادسًا: الصبر واحتمال الآلام: «لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِالْمَسِيحِ ... أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ» إن الثبات في الجهاد معًا لإيمان الإنجيل يستلزم الألمالذي هو هبة النعمة للمؤمن التقي الأمين «وَجَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْيَعِيشُوا بِالتَّقْوَى فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُونَ» (2تي3: 12). فعندما نُعاني من الحقد والكراهية والمخاصمةوالأعمال العدوانية والاضطهاد والرفض، فإن هذه الآلام ستؤول إلى خلاص من كل شراكالعدو التي يريد أن يحولنا بها عن إيمان الإنجيل. فيا ليتنا لا نخشى التفكير في الألم إذا كنا قددُعينا إليه، ليتنا نرى الآلام لأجل المسيح أنها كرامة مُعطاة لمن يؤمنون به (أع5:41). أحبائي: هذه هي خارطة الطريق للتتويج أمام كرسي المسيح: السلوك اللائق بإنجيل المسيح، الثبات، الجهاد،التعاون والاتحاد، الإيمان والثقة وعدم الخوف، والصبر واحتمال الآلام. فيا ليت قلوبنا وأنظارنا ترتفع عن مشهد الخراب الذي يُحيط بنا، ولتتشددسواعدنا لنكون أمناء حتى النهاية! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يرسم السيد المسيح لنا خارطة الطريق الى الله |
حصاد عام رئاسي.. المصريون يستكملون خارطة الطريق |
«خارطة الطريق» تكتمل بـ«النواب» |
ماذا قال السيسي بشأن خارطة الطريق ؟ |
خارطة الطريق التى وضعها السيسي |