منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 12 - 2024, 10:55 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,503



قداسة الله وتأثيرها في حياة المؤمن العملية




قداسة الله وتأثيرها في حياة المؤمن العملية

قال الله لشعبه: «لاَ تُنَجِّسُوا اسْمِي الْقُدُّوسَ» (حز20: 39)، وأيضًا «وَأُعَرِّفُ بِاسْمِي الْمُقَدَّسِ فِي وَسَطِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ, وَلاَ أَدَعُ اسْمِي الْمُقَدَّسَ يُنَجَّسُ بَعْدُ, فَتَعْلَمُ الأُمَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ ... وَأَغَارُ عَلَى اسْمِي الْقُدُّوسِ» (حز39: 7، 25). وأيضًا: «فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي فَأُسَاوِيهِ؟ يَقُولُ الْقُدُّوسُ» (إش40: 25).
هذا الإله القدوس يريد قداستنا «لأَنَّ هَذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ» (1تس4: 3). إنه - تبارك اسمه - يؤدبنا «لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ» (عب12: 10). وإلى هذه الصفة، وإلى حضرته المُقدَّسة، دعانا الله، وأهلَّنا شرعًا لكي نكون كذلك، وهذا على أساس عمل المسيح «أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا، لِكَيْ يُقَدِّسَهَا» (أف5: 25).
وهذا الإله القدوس يقول: «لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الْعَلِيُّ الْمُرْتَفِعُ، سَاكِنُ الأَبَدِ، الْقُدُّوسُ اسْمُهُ: فِي الْمَوْضِعِ الْمُرْتَفِعِ الْمُقَدَّسِ أَسْكُنُ» (إش57: 15). إلى هذا الموضع المقدَّس، بل وإلى شخصه، دعانا الله.
وإدراكنا لقداسة الله هو المُنطلق الأساسي للحياة في القداسة العملية. كما أن الطبيعة الإلهية التي صرنا شركاء فيها (2بط1: 4)، تحب القداسة، ولا يمكن أن تعيش بعيدًا عنها. لذلك فكل حياة المؤمن العملية، تنبع من معرفتنا لقداسة الله:
قداسة الله والنجاة من الدينونة الأبدية
لقد أدرك نوح قداسة الله، وأنه لا يسكت على الشر، وأن قداسته تدين الخطية، ولذلك فعندما «أُوحِيَ إِلَيْهِ عَنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ» - بِالإِيمَانِ قَبِلَ الإعلان - والنتيجة: «خَافَ، فَبَنَى فُلْكًا لِخَلاَصِ بَيْتِهِ» (عب11: 7). وكان هذا العمل دليلاً على مدى إدراكه لقداسة الله التي لا تتهاون مع الخطية، ولا بد أن تدين الخطاة.
قداسة الله والعيشة كغريب ونزيل في البرية
ولقد أدرك إبراهيم قداسة الله، فعاش في ظل الذبيحة والمذبح؛ غريبًا ونزيلاً. وعندما عرض عليه ملك سدوم عطاياه، رفض بشدة، لأنه كان يعيش في شركة مع الإله القدوس، وهذه الشركة لا تسمح له أن يمد يده إلى أي مصدر آخر، ليأخذ منه شيئًا. بل إنه قدَّم لملكي صادق عشرًا من كل شيء (تك14: 17-24).
قداسة الله والتمتع بالشركة الإلهية
وعندما دعا الله يعقوب قائلاً: «قُمِ اصْعَدْ إِلَى بَيْتَ إِيلَ وَأَقِمْ هُنَاكَ، وَاصْنَعْ هُنَاكَ مَذْبَحًا للهِ»، كان يعقوب يعلَّم أن القداسة تليق ببيت إيل (بيت الله)، لأنه «بِبَيْتِكَ تَلِيقُ الْقَدَاسَةُ يَا رَبُّ إِلَى طُولِ الأَيَّامِ» (مز93: 5). وكان تأثير هذه القداسة على يعقوب أنه قال لبيته ولكل مَن كان معه: «اعْزِلُوا الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ وَتَطَهَّرُوا وَأَبْدِلُوا ثِيَابَكُمْ ... فَأَعْطُوا يَعْقُوبَ كُلَّ الآلِهَةَ الْغَرِيبَةِ الَّتِي فِي أَيْدِيهِمْ وَالأَقْرَاطَِ الَّتِي فِي آذَانِهِمْ، فَطَمَرَهَا يَعْقُوبُ تَحْتَ الْبُطْمَةِ الَّتِي عِنْدَ شَكِيمَ» (تك35: 1-4). وكان هذا العمل نتيجة تأثير قداسة إله بيت إيل على قلب يعقوب وأفكاره.
قداسة الله والهرب من الخطايا الأدبية
كان يوسف يُدرك أن إرادة الله هي قداسة المؤمن (1تس4: 3)، وأن هذه القداسة تُكمَّل في خوف الله «مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ» (2كو7: 1). وعاش يوسف في ضوء هذه الحقيقة. ففي بيت أبيه لم يتستر على شر إخوته، رغم محبته لهم، بل «أَتَى يُوسُفُ بِنَمِيمَتِهِمِ الرَّدِيئَةِ إِلَى أَبِيهِمْ» (تك37: 2)، لعله يجد لهم علاجًا، لأن «الْمَحَبَّةُ ... لاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ» (1كو13: 6).
وعندما كان يوسف يخدم في بيت فوطيفار، عاش في ضوء قداسة الله وخوفه، فرفض الشر بكل قوة قائلاً: «كَيْفَ أَصْنَعُ هَذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ؟» (تك39: 9). وبالتأكيد كان هذا العمل نابعًا من تقديره لقداسة الله، فعاش في مخافة الله. وعندما كان يقوم بتدريب إخوته قال لهم: «أَنَا خَائِفُ اللهِ» (تك42: 18). وحقًا إن تقديرنا لقداسة الله، وفهمنا أننا قديسون، يحفزنا على حياة القداسة في خوف الله.
قداسة الله ورفض الأطايب العالمية
«قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلَهَ فِي قُلُوبِكُمْ» (1بط3: 15)؛ هذا هو الأساس لحياة القداسة العملية. فعندما يمتلئ القلب بقداسة الله، ويُحفظ الذهن في مناخ القداسة، عندئذٍ تكون كل مخارج الحياة هي في خوف الله. ولقد أدرك دانيال ورفاقه هذه الحقيقة، وعاش فيها «أَمَّا دَانِيآلُ فَجَعَلَ فِي قَلْبِهِ أَنَّهُ لاَ يَتَنَجَّسُ بِأَطَايِبِ الْمَلِكِ وَلاَ بِخَمْرِ مَشْرُوبِهِ»، وَتَرْجَم ما كان في قلبه إلى حياة عملية «فَطَلَبَ مِنْ رَئِيسِ الْخِصْيَانِ أَنْ لاَ يَتَنَجَّسَ، قائلاً لِرَئِيسِ السُّقَاةِ: «جَرِّبْ عَبِيدَكَ عَشَرَةَ أَيَّامٍ. فَلْيُعْطُونَا الْقَطَانِيَّ لِنَأْكُلَ وَمَاءً لِنَشْرَبَ. وَلْيَنْظُرُوا إِلَى مَنَاظِرِنَا أَمَامَكَ وَإِلَى مَنَاظِرِ الْفِتْيَانِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ مِنْ أَطَايِبِ الْمَلِكِ. ثُمَّ اصْنَعْ بِعَبِيدِكَ كَمَا تَرَى» (دا1: 8-13). وبذلك عاشوا حياة القداسة العملية، يُعلنون - في بلاد السبي - أنهم في علاقة مع يهوه إلههم؛ قدوس إسرائيل، وأنهم يُقدسونه في قلوبهم.
قداسة الله ومقاييس العظمة الحقيقية
والمرأة الشونمية العظيمة ميَّزت قداسة رجل الله أليشع، فأرادت أن تُترجم هذا الفهم والإدراك إلى عمل «فَقَالَتْ لِرَجُلِهَا: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلَ اللهِ، مُقَدَّسٌ الَّذِي يَمُرُّ عَلَيْنَا دَائِمًا. فَلْنَعْمَلْ عُلِّيَّةً عَلَى الْحَائِطِ صَغِيرَةً وَنَضَعْ لَهُ هُنَاكَ سَرِيرًا وَخِوَانًا وَكُرْسِيًّا وَمَنَارَةً، حَتَّى إِذَا جَاءَ إِلَيْنَا يَمِيلُ إِلَيْهَا» (2مل4: 9، 10). وكان هذا العمل نتيجة لتأثير قداسة رجل الله على حياتها.
قداسة الله والأمانة في الخدمة الجهارية
كان لقداسة الله وقدسية الإنجيل المكانة الأولى في حياة الرسول بولس وخدمته؛ فعندما رأى المُعلِّمين الكذَّبة يُدْخِلون الناموس والختان إلى مسيحي غلاطية، ويُلزمونهم به، وبذلك يُفسدون حق الإنجيل، انبرى الرسول لهم وأطلق سهامًا مِن قداسة حضرة الله القُدّوس التي يعيش فيها، فأصاب في مقتل هذه الضلالة، ووَّبخ الرياء الذي انحرف إليه بطرس وباقي اليهود وبرنابا، ونعت الغلاطيين بالغباء. وكان هذا العمل من صميم الخدمة والأمانة للرب.
وعندما رأى الفساد الأدبي داخل كنيسة كورنثوس، الأمر الذي يُفسد قدسية الجماعة، ورأى الخصومات والانقسامات التي تُفسد الشهادة، خاطبهم كجسديين، ومن حضرة الله القدوس قال: «فَالآنَ فِيكُمْ عَيْبٌ مُطْلَقًا» (1كو6: 7)، وقال أيضًا إن الفساد الأدبي الذي كان بينهم «هَكَذَا لاَ يُسَمَّى بَيْنَ الأُمَمِ» (1كو5: 1). وكانت هذه الكلمات القاسية هي الخدمة الحقيقية التي أثمرت فيهم تمامًا، الأمر الذي جعله في 2كورنثوس1 ينطلق في التسبيح والحمد بسببهم، وينتهي بالصلاة من أجلهم: «مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الرَّأْفَةِ وَإِلَهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ ... نَحْنُ مُوازِرُونَ لِسُرُورِكُمْ. لأَنَّكُمْ بِالإِيمَانِ تَثْبُتُونَ» (2كو2: 3، 24).
كما نرى أن القداسة والخدمة ارتبطا معًا في حياة تيموثاوس، فهو منذ الطفولية يعرف الكتب المقدسة (أسفار العهد القديم)، التي تفيض بالإعلانات عن قداسة الله؛ وفي هذه الحضرة المُقدَّسة تربى تيموثاوس وكبر، وفي ضوء هذه القداسة طهَّر نفسه من أواني الهوان التي تُهين قداسة الله. وقد تبع سيرة الرسول بكل دقة، وتشرَّب منه، فكان «إِنَاءً لِلْكَرَامَةِ، مُقَدَّسًا، نَافِعًا لِلسَّيِّدِ، مُسْتَعَدًّا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ» (2تي2: 21).
عزيزي المؤمن: إن الآب الذي دعانا للتبني هو “الإله القدوس”، والرب يسوع المسيح الذي ارتبطنا به هو «الْقُدُّوسُ الْحَقُّ» (رؤ3: 7)، و“الروح القدس” سكن فينا لكي يُقدّسنا لله فكرًا وقولاً وعملاً. ولا شك أن هذه العلاقة التي دُعينا إليها، فيها أكبر الدعائم لنا، لنحيا حياة القداسة العملية. ولا يمكن للطبيعة الإلهية - التي صرنا شركاء فيها - أن تحيا إلا حياة القداسة. إذًا هيا معًا «لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ» (2كو7: 1)، حتى نستطيع أن نتمتع بالشركة مع الرب، ونتمم المكتوب: «اِتْبَعُوا السَّلاَمَ مَعَ الْجَمِيعِ، وَالْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ» (عب12: 14).

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يشارك المؤمن باتحاده بالمسيح في حياة الله
أن الله إذ يهب المؤمن حياة جديدة مقدسة، فهو يُسَبِّح الله بشفتيه
قداسة البابا شنوده الثالث | القيم والمبادئ وتأثيرها
المؤمن الثابت فيتسري حياة الله في المؤمن فيشبَع ويُشبِِع الرب
القيامة وتأثيرها على الحياة العملية


الساعة الآن 08:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025