منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 12 - 2024, 12:06 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,413

تأديب الله



تأديب الله



سؤال قديم جدًا، وفي الحقيقة هو سؤال كل الأجيال؛ لماذا يدِّرب الله المؤمنين ويؤدِّبهم؟
الجواب: لأنهم أولاده «فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟» (عب12: 7)، ولأنه يحبهم «لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ» (عب12: 6). إنه لا يكرههم، ولا يقصد بالتأديب ضررهم، بل هو يؤدِّب لأجل المنفعة، وللضرورة القصوى «إِنْ كَانَ يَجِبُ، تُحْزَنُونَ يَسِيرًا بِتَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ» (1بط1: 6).
وكل واحد فينا يعرف لزوم التأديب، سواء كان لأجل التدريب أو لأجل التقويم. على أن الطبيعة البشرية لا تعترف بحاجتها إلى التأديب، وعندها أن الآخرين هم الذين في حاجة إلى التأديب. وهناك مثل أسباني يقول: “لو أن الحماقة تُوجِع لسمعنا العالم كله يتوجع”. هذه الحماقة عميقة الجذور في الطبيعة البشرية، وهي فينا ليست أقل منها في الآخرين.
سؤال آخر تردَّد عبر آلاف السنين، على لسان كل مؤمن، إن في صمت أو في منطوق ضعيف التعبير: هل كل ألم نكابده هو تأديب على خطإ؟
الإجابة: ليس دائمًا. صحيح أن كل تأديب يُسبِّب ألمًا، لكن ليس دائمًا كل ألم يكون بسبب خطية. كان هذا تفكير التلاميذ قديمًا، حين رأوا المولود أعمى: «يَا مُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هَذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟» (يو9: 2). هذا التفكير سطحي، وكثيرًا ما يكون خاطئًا، والرب في جوابه لم يصحِّح الخطأ فقط، بل كشف لنا عن قصد إلهنا الصالح والحكيم من وراء تأديبنا وتدريبنا «لاَ هَذَا أَخْطَأَ وَلاَ أَبَوَاهُ، لَكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ اللَّهِ فِيهِ» (يو9: 3). قد يكون بعض الألم اضطهادًا من أجل البر، وقد نتألم من أجل المسيح، ومن الشرف لنا أن نتحمله. وقد يكون الألم من أمور الحياة العادية التي تعمّنا وتعمّ غيرنا. وقد يكون الألم بسبب أخطاء اقترفناها، «وَلَكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلاَمِ»؛ ثمرًا مبارّكًا، صبرًا، وتزكية، ورجاء (عب12: 11).
وجميعنا يعلم ما للتأديب والآلام والضيق من فوائد.

إن من لم يُكابد البلوى لا يعرف للسعادة معنى. ورجال الله المشهورون، لم يُعفَ واحد منهم من التأديب والتدريب وشدائد الحياة. حتى إبراهيم، خليل الله، لم يُعفَ من التدريب، وعلى ملايين المؤمنين من الجنس البشري مثله تعيَّن أن يروا النور من خلال الظلام، وأن يجتنوا البركة من براثن الأحزان، وأن يتعلموا من خلال التأديب والضيق: إن العطور زهور مسحوقة، والطيب أعواد محروقة. وكلنا أيها الأحباء لا نقول كلامًا عن بركة الضيق والتأديب إلا عندما يهتز عُشّنا ويهدّده الخطر.
نار التأديب تختلف كثيرًا في تأثيرها باختلاف الطبائع؛ النار تصهر الجليد النازل من فوق، وهي أيضًا تيبس الطين المأخوذ من الأرض. وهناك حزن بحسب مشيئة الله، يؤدي إلى بركات السماء، وهناك «حُزْنُ الْعَالَمِ» الذي «يُنْشِئُ مَوْتًا» (2كو7: 10). فداود يذهب إلى الرب في ضيقه، ولكن شاول يذهب إلى عرافة عين دور.
الغَثّ والثمين قد يتشابهان، ولكن ما أبعد الفارق حين يختبران ماديًا أو معنويًا. يضع الخبير على كفه حجرين لهما نفس الشكل واللون إلى أن يمسهما بقطرات من حامض كيماوي، وفي الحال، يكرم أحدهما ويُلقى بالآخر بين الحصى. واحد يأخذ مكانه في تاج الملك، والآخر يختفي بين المهملات.
وفي دار صك العملة، تمرّ قطع النقود الذهبية بين الآلات الدقيقة، حتى تستقر القطعة على كفة ميزان حساس، يقيس عيارها. الأصلية تمر إلى حياة كريمة، تحمل اسم السلطان والمملكة، أما التي خف وزنها، فتُلقى مرة أخرى إلى فرن الانصهار. وليس هناك من محك آخر يكشف عن الحياة الإلهية، في شخص ما، قدر نيران التأديب والتدريب والضيق. كشفت نيران الأتون عن إيمان شدرخ ورفقائه من ناحية، النار لم تأكل سوى قيودهم وأعدائهم، ومن الناحية الأخرى أتت لهم بالشخص «الرَّابِعِ شَبِيهٌ بِـابْنِ الآلِهَةِ» (دا3: 25).
على قدر علمنا الضئيل، يوجد نوعان للتأديب الإلهي:

تأديب قضائي (تقويم) لأجل تصحيح الأخطاء
وتأديب تعليمي (تدريب) لأجل نضج الصفات.
وإذا أردنا مثالاً على النوع الأول لا نجد - في كل الكتاب - مثالاً أوضح من حياة يعقوب. وإذا أردنا أيضًا مثالاً من النوع الثاني، فلن نجد - في كل التاريخ المقدس - مثالاً أوضح من حياة يوسف.
تُعتبَر حياة يعقوب سلسلة متصلة الحلقات من التأديب والمصائب الثقيلة التي زحمت طريقه الذي إليه دعاه الله؛ هذه مصيبة ابنته دينة، وتلك شراسة ولديه شمعون ولاوي، والثالثة كراهية شعب الأرض له، والرابعة موت دبورة، ثم موت راحيل، والسادسة فعلة رأوبين، والسابعة سقطة يهوذا مع ثامار، والثامنة فَقد يوسف، والتاسعة أخذ بنيامين إلى مصر، والعاشرة القحط الشديد، ثم الحزن المفرط الذي انتهى إلى كلالة عينيه.
أما أول وأهم هذه الدروس هنا، هو أن المصائب والنوائب إذا حلت بشخص، فليست هي الدليل على أنه رديء مغضوب عليه ومرفوض من السماء. ونحن فينا الميل لأن نحكم على الأمور بهذه الطريقة الطائشة، ونُساير أصحاب أيوب في حكمهم على الآخرين. وأكثر من ذلك قد يُضلِّلنا هذا المبدأ عن الحكم على طرقنا الخاصة. وكم من أناس مُخلصين وغيورين انحرفت خطواتهم عن سواء السبيل لأنهم رأوا المتاعب والمصائب تتراكم عليهم، فيحكمون أنها الدليل على عدم رضى الله. هذه نظرة سطحية، وهذا ليس مقياسًا صحيحًا. ومتى كان حسن المظهر والجمال الخارجي دليلاً على أصالة الجوهر؟!
ليس كل مَنْ هو تحت عصا التأديب هو بسبب مصيبة، إنما هي طريق الله العجيبة في تدريب النفس والرقي بها. فكم استلهم رجال الله الأفاضل، وهم في عمق التدريب ووحشة الوحدة والانفراد، أغلى وأجمل الرؤى السماوية؛ موسى رجل الله، في طرف البرية، وهو مرفوض من إخوته، رأى منظرًا غريبًا وعجيبًا «عُلَّيْقَةُ تَتَوَقَّدُ بِالنَّارِ وَالْعُلَّيْقَةُ لَمْ تَكُنْ تَحْتَرِقُ!» (خر3: 3). وحزقيال نبي الرب وهو في السبي، رأى منظر الكروبيم الهائلة العجيبة. ودانيآل المحبوب من الله، وهو في عيلام، رأى تاريخ ممالك الأرض كما لو كانت في مرآة عاكسة. والمعمدان، أعظم المولودين من النساء، في برية الأردن بعيدًا عن أضواء الكهنوت، رأى ذاك المجيد الذي نزل عليه الروح القدس. ويوحنا الحبيب، وهو منفي في جزيرة بطمس، رأى السَيِّد متسربلاً بثياب البهاء والجلال والهيبة.
ونستطيع أن نضيف أن يعقوب، بعد كل ما صنع، وهو في القفر المُوحش، رأى أعظم وأجمل الرؤى «رَأَى حُلْمًا، وَإِذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ، وَهُوَذَا مَلاَئِكَةُ اللهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا. وَهُوَذَا الرَّبُّ وَاقِفٌ عَلَيْهَا» (تك28: 12، 13). وغيرهم كثيرون، وجدوا في عمق التأديب والتدريب، مِن رفض وظلم ووحشة ووحدة ظلام الحبس، وجدوا ذاك الذي يسكن في نور لا يُدنى منه.
أيها الأحباء: نحن من أمسٍ ولا نعلم، ولأننا محدودو الإدراك، فالأفضل لنا في مثل - سواء سمح الله بتأديبنا أو كان يدرب غيرنا - أن نثق أن الله يُجري قصده في صلاح ومحبة، وبحكمة. وخير لنا كل الخير أن لا نحكم في أمور الله العظيمة العالية، بحواس ضئيلة وصغيرة، فالله وحده هو الذي يُفسِّر عمله ويُفسِّر نفسه.
لكن رغم أن كل ما ذكرناه سابقًا صحيح بصفة عامة، فالصحيح أيضًا أن التأديب في حياة يعقوب، كان بالفعل نتيجة أخطاء وغلطات ارتكبها. كان يعقوب مع الله مُعاندًا، ومع الناس مخادعًا، ومع بيته متهاونًا في أغلب حياته، وليس بمستغرب أن تكون النتيجة عارًا وهوانًا نتيجة أعماله. كان يعقوب على دولاب الفخاري كل حياته، وسلك الله معه لا بالقسوة بل بالحكمة. نعم، حطَّمته السنون وهدَّته المصائب، نكاد نقول إنه استُعبد في حاران، وظُلم وخُدع كثيرًا من لابان، الذي غُيّر أجرته عشر مرات. تألم كثيرًا وعانى أكثر. ولكن في كل ذلك كان التأديب يتكامل مع الزمان.
مرة قال بطرس الأكبر إمبراطور روسيا: “إن السويديين قد يهزموننا إلى زمان، لكنهم سوف يعلِّموننا كيف نهزمهم”، وهذا ما حدث مع يعقوب؛ تعلَّم أخيرًا، من تأديبات القدير، أن البركة ومقاصد الله لا تضيع بأخطاء الآخرين (إسحاق)، ولا تحتاج إلى تخطيط الأقربين (رفقة)، ولا تعتمد على ذكاء الذهن البشري العقيم (يعقوب)، بل البركة وكل البركة في التسليم لله والطاعة لفكره.
تأمله - عزيزي القارئ - كيف أخيرًا، يبارك ابني يوسف بثقة وحكمة شديدتين، مُقدِّمًا الصغير على الكبير، وكيف أن عينيه اللتين كلَّتا عن البصر، تنفُذان خلال أجيال قادمة، لتريا “شيلون”، وتاجه الذهبي البرَّاق (تك49: 10). وفي النهاية يسجد على رأس عصاه، ويتكلَّم بكلمات النصرة، شهادة لمواعيد الله، ولرعايته الأمينة، ولخلاصه العجيب (تك48: 15، 16).
وعلى جميع المؤمنين يصدق القول: «فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ» (تك16: 33)، وعلى عدد قليل منهم يصدق القول: «وَجَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعِيشُوا بِالتَّقْوَى فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُونَ» (2تي3: 12). من هذه الزاوية يُعتبر يوسف مثالاً مشهورًا في الكتاب المقدس للتأديب من أجل نضج الصفات؛ إنه تدريب، كما ذكرنا، هو تأديب تعليمي وليس قضائي.. لم يتألم يوسف من أجل خطية ارتكبها، ولكن على العكس «كَانَ الرَّبُّ مَعَ يُوسُفَ فَكَانَ رَجُلاً نَاجِحًا ... وَرَأَى سَيِّدُهُ أَنَّ الرَّبَّ مَعَهُ وَأَنَّ كُلَّ مَا يَصْنَعُ كَانَ الرَّبُّ يُنْجِحُهُ بِيَدِهِ» (تك39: 2، 3). كان الله في فكره ونصب عينيه دائمًا. حين جُرِّب، قال: «فَكَيْفَ أَصْنَعُ هَذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ؟» (تك39: 9). وحين ظُلّم ووُضع في السجن، لم يتذمَّر على ما حاق به من جرّاء هذا الاتهام الظالم الفادح، بل في شموخ روحي ونفسي، حاول أن يخفِّف من آلام الآخرين. وحين عرَّف إخوته بنفسه قال لهم: «لاَ تَتَأَسَّفُوا وَلاَ تَغْتَاظُوا لأَنَّكُمْ بِعْتُمُونِي إِلَى هُنَا، لأَنَّهُ لاسْتِبْقَاءِ حَيَاةٍ أَرْسَلَنِيَ اللهُ قُدَّامَكُمْ».
يظن البعض أن التمييز بين نوع وآخر من الآلام لا يُجدي كثيرًا، وذلك لأن الألم مشترك فيها جميعًا. هذا الظن خاطئ، والصحيح هو أن ليست كل الآلام واحدة، فميراث جميع المؤمنين هو “الضيق”، بينما ميراث الأمناء منهم هو “الاضطهاد”، حين ترى بعينيك وتحس في جسدك أو في نفسك بوطأة الظلم واقعة عليك، من مخلوق مثلك. وبقدر ما يكون المظلوم بريئًا ونبيلاً، بقدر ما تهتز أحاسيسه من الظلم الذي يحيق به. لكن إذا جاء الاضطهاد والافتراء من الأقربين، كانت وطأته أشد، وكانت مرارته أقسى. أي ضربة تُحدث ألمًا، سواء جاءت من عدو أو من صديق، لكن الأثر الأدبي يختلف اختلافًا كبيرًا. إن جاءت الضربة من عدو تجرح أو تكسر، لكن إن جاءت من صديق أو قريب، فهي تفتت القلب وتسحقه إلى درجة اليأس.
عندما طعن “كاسكا” يوليوس قيصر بسيفه في عنقه، انبرى له ذلك المحارب الفذ ليحمي نفسه بدرعه الذي على ذراعه اليمنى، بكل المهارة والشجاعة التي لازمته في الخمسمائة معركة التي خاضها، ولم يحفل كثيرًا بأعدائه الكثيرين من حوله. وبكل شجاعة وشهامة لم تلن عزيمته أمام اثنين وعشرين طعنة تلقاها منهم، لكنه لما رأى فجأة صديقه الحميم “بروتس” يقدم في وسطهم، ويطعنه في أحشائه، ارتخت يداه، وخارت عزيمته، وقال له: “حتى أنت يا بروتس؟!” وغطى وجهه بعباءته، وخرَّ صريعًا أمامهم.
أيها الأحباء: كثيرون احتملوا الآلام من الأعداء، لكنهم هم أنفسهم، خاروا أمام نفس الآلام حين تعرضوا لها من الأصدقاء. أما يوسف فقد احتمل وتدرَّب بالآلام جميعها على اختلاف أنواعها؛ لم تَخُر له عزيمة أمام الضيقات والاضطهادات حتى تلك التي أتته من إخوته «يُوسُفُ، غُصْنُ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ، غُصْنُ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ عَلَى عَيْنٍ. أَغْصَانٌ قَدِ ارْتَفَعَتْ فَوْقَ حَائِطٍ. فَمَرَّرَتْهُ وَرَمَتْهُ وَاضْطَهَدَتْهُ أَرْبَابُ السِّهَامِ. وَلَكِنْ ثَبَتَتْ بِمَتَانَةٍ قَوْسُهُ، وَتَشَدَّدَتْ سَوَاعِدُ يَدَيْهِ. مِنْ يَدَيْ عَزِيزِ يَعْقُوبَ، مِنْ هُنَاكَ، مِنَ الرَّاعِي صَخْرِ إِسْرَائِيلَ» (تك49: 22-24).
من أكثر التعبيرات التي تشدنا وتأخذ بألباب عقولنا، ونحن نطالع قصة تدريب وآلام هذا العملاق يوسف، تعبير بسيط جدًا، لكننا نعتبره مفتاح جمال القصة ونجاح الشخصية، ومع أنه يحتوي على كلمات قليلة جدًا، إلا أننا لا نستطيع أن نصل إلى عمق تأثيره ومدى معناه، ألا وهو «وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يُوسُفَ» (تك39: 2).
والدرس الجميل لنا هنا هو أنه لا يوجد تدريب دون تسنيد ومعية إلهية. ومن أفضل محاسن الضيق أنه يكشف عن لطف وعطف في إلهنا.
أيها الأحباء: قد يطرق التأديب بابنا، بعنف أو بلطف، فلننهض لنواجهه، لا بالاحتقار ولا بالخوار «يَا ابْنِي لاَ تَحْتَقِرْ تَأْدِيبَ الرَّبِّ، وَلاَ تَخُرْ إِذَا وَبَّخَكَ» (عب12: 5)، بل بثقة وبثبات هادئ، عالمين أن من وراء تأديب إلهنا بركة وفائدة وخير جزيل «وَلَكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلاَمِ» (عب12: 11).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كيف يفيد تأديب الله لأبنائه في تأديب الوالدين
+ تأديب الله لا يلغى محبته لنا +
تأديب الله لا يلغى محبة الله لنا
بلدية رندة هي بلدية تقع في مقاطعة مالقة التابعة لمنطقة أندلوسيا جنوب إسبانيا.
آيات عن تأديب الله


الساعة الآن 03:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025