![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فَقُلْتُ: إِنَّكِ لِتَخْشَيْنَنِي. تَقْبَلِينَ التَّأْدِيبَ. فَلاَ يَنْقَطِعُ مَسْكَنُهَا حَسَبَ كُلِّ مَا عَيَّنْتُهُ عَلَيْهَا. لَكِنْ بَكَّرُوا وَأَفْسَدُوا جَمِيعَ أَعْمَالِهَا. [7] يتحدث الله معنا بلغتنا حيث قدم لشعبه مثلًا بالأمم المحيطة كان يتوقع منهم أن يحملوا مخافته ويقبلوا تأديبه ويرجعوا إليه، فلا يحل الخراب الذي تكلم به عليهم. فمع تهديدهم بالخراب يود ألاَّ يسقطوا فيه، بل يخلصوا منه. هدد بالأنبياء أنه سيقطع عنهم المسكن أو يزيله من أورشليم، لكنه بتهديده يود ألاَّ يزيله متى رجعوا إليه. بقوله "مسكنها" ينسب الهيكل إلى أورشليم أو إلى الشعب لا إلى نفسه، فلم يقل "مسكني". هذا هو أسلوب الله في تعامله مع شعبه. فإن تقدسوا يحسبهم شعبه ويدعو أعيادهم أعياده، وسبوتهم سبوته، وهيكلهم هيكله، وإن لم يتقدسوا لا يحسبهم شعبه ولا أعياده ولا سبوته ولا مدينته ولا هيكله. ما يحزن قلبه أنه وهو يتوقع امتثالهم بما حدث بجيرانهم فيتوبون ويرجعون إليه، إذا بهم في عنادٍ يبكرون لكي يغيظوا الله بإفسادهم كل أعمالهم. اجتهدوا بالأكثر في البحث عن توقيتٍ مبكرٍ ليمارسوا كل دنسٍ ونجاسةٍ. العجيب في الإنسان، سواء على مستوى الفرد أو الجماعة، يريد أن يكون الله طويل الأناة معه، ومنتقمًا مع مقاوميه. فقد كان الشعب اليهودي يطلب النقمة من الشعوب الوثنية المقاومة لهم، وفي نفس الوقت يرتكبون هم ذات شرور الأمم ويسقطون في عبادة الأصنام ورجاسة الأمم، وهم يترقبون طول أناة الله عليهم. *"حتى متى الخطاة يا رب، حتى متى الخطاة يفتخرون؟" (مز 94: 3) في عدم طول الأناة لا تريد البشرية أن يكون الله طويل الأناة مع الغير. كمخلوقات بالحق نود أن نكون موضع شفقة، فنطلب من الله طول الأناة علينا، وألاَّ يكون طويل الأناة على أعدائنا. عندما نخطئ نتوسل إلى الله أن يطيل أناته علينا، ولكن عدما يخطئ أحد ضدنا لماذا لا نتوقع طول أناة الله عليه؟ القديس جيروم * أنكم تتذمرون لأن الأشرار لا يُعاقبون (الآن)؛ لا تتذمروا لئلا تُعاقبوا معهم. هذا الإنسان ارتكب سرقة ويحيا؛ أنتم تتذمرون على الله لأن الذي ارتكب سرقة منكم لم يمت... فإن كنتم تودون إصلاح يد الغير (فلا تسرق) فلتصلحوا أنتم ألسنتكم. تريدون إصلاح القلب من جهة إنسان (فلا يسرقك)، فلتصلحوا أنتم قلوبكم من نحو الله، لئلا وأنتم تشتهون نقمة الله، فإنها إذ تحلّ تجدكم أنتم في البداية. فإنه سيأتي، سيأتي ويدين الذين هم مستمرون في شرهم، الجاحدين طول أناته وامتداد رحمته، فتكنزون لأنفسكم الغضب يوم الغضب. القديس أغسطينوس |
![]() |
|