![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() محاكمة فلسطين: 4 لأَنَّ غَزَّةَ تَكُونُ مَتْرُوكَةً، وَأَشْقَلُونَ لِلْخَرَابِ. أَشْدُودُ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ يَطْرُدُونَهَا، وَعَقْرُونُ تُسْتَأْصَلُ. 5 وَيْلٌ لِسُكَّانِ سَاحِلِ الْبَحْرِ أُمَّةِ الْكِرِيتِيِّينَ! كَلِمَةُ الرَّبِّ عَلَيْكُمْ: «يَا كَنْعَانُ أَرْضَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، إِنِّي أَخْرِبُكِ بِلاَ سَاكِنٍ». 6 وَيَكُونُ سَاحِلُ الْبَحْرِ مَرْعًى بِآبَارٍ لِلرُّعَاةِ وَحَظَائِرَ لِلْغَنَمِ. 7 وَيَكُونُ السَّاحِلُ لِبَقِيَّةِ بَيْتِ يَهُوذَا. عَلَيْهِ يَرْعَوْنَ. فِي بُيُوتِ أَشْقَلُونَ عِنْدَ الْمَسَاءِ يَرْبُضُونَ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَهُمْ يَتَعَهَّدُهُمْ وَيَرُدُّ سَبْيَهُمْ. لأَنَّ غَزَّةَ تَكُونُ مَتْرُوكَةً، وَأَشْقَلُونَ لِلْخَرَابِ. أَشْدُودُ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ يَطْرُدُونَهَا، وَعَقْرُونُ تُسْتَأْصَلُ. [4] يؤدب الرب البلاد الهامة في فلسطين والتي كانت تعتز في كبرياء بقدرتها أو ازدهارها، وهي غزة وأشقلون وأشدود وعقرون. فتصير مدينة غزة متروكة أشبه ببرية جرداء، وقد قام الإسكندر الأكبر بتدميرها تمامًا حتى كاد أن يمحيها. وقد جاء اسمها في العبرية "كذوبة Gazubah" تحمل هذا المعنى، أي بلا وجود. والمدينة الثانية أشقلون، فإنها في العبرية Ekron teeaker. أشدود تطرد في وقت الظهيرة، وقد عرف الشرقيون منذ القديم أنهم ينامون في الظهيرة بسبب الحر، فتعتبر فترة خمول، (2 صم 4: 5)، وكانت العمليات العسكرية تتوقف في تلك الفترة. يلاحظ أن المدينة الخامسة في فلسطين المشهورة "جت" لم تُذكر هنا لأنها في ذلك الحين كانت خاضعة لليهود. لهذا كل من صفنيا هنا وعاموس (عا 1: 6)، وإرميا (إر 25: 20)، وزكريا (زك 9: 5-6) لم يذكروا سوى الأربع مدن. ما يتنبأ به هنا عن هذه المدن الأربع الرئيسية يُشير إلى ما يحل بالإنسان الأثيم غير التائب ألاَّ وهو أن يعاني من العزلة، حيث يصير متروكًا، ومن الخراب حيث لا يسكنه البرّ الإلهي، ومن الرعب حيث يعيش كطريد وليس من هو وراءه، وأخيرًا يُستأصل حيث تنتهي حياته بمصير عدو الخير نفسه. هذا هو الإنذار الإلهي لكل إنسان يختار لنفسه مقاومة الحق الإلهي، وإعطاء ظهره لله واهب الحياة والشبع والسلام والسعادة. إنه يئن مع صهيون التي ظنت في مرارتها أن الرب تركها وسيدها نسيها (إش 49: 14)، فتقول: "هأنذا كنت متروكة وحدي" (إش 49: 21). وكما يقول إرميا النبي: "كل المدن متروكة، ولا إنسان ساكن فيها" (إر 4: 29). كما قيل بالنبي إشعياء: "وينظرون إلى الأرض، وإذا شدة وظلمة قتام الضيق، وإلى الظلام هم مطرودون" (إش 8: 22). كما قيل بالمرتل: "لتكن دارهم خرابًا، وفي خيامهم لا يكن ساكن" (مز 69: 25)؛ "كيف صاروا للخراب بغتة؟" (مز 73: 19). وجاء في المكابيين: "استأصل كل أثيم وشرير" (1 مك 14: 14). * "كيف صاروا للخراب بغتة؟" (مز 73: 19) إنه يتعجب منهم، مدركًا ما سيحل بهم في النهاية. "اضمحلوا"؛ حقًا صاروا كالدخان، إذ يصعد إلى فوق يضمحل، هكذا هم اضمحلوا... "فنوا بآثامهم". إنهم كحلمٍ عند التيقظ (مز 73: 20)... إذ يرى إنسان أنه قد وجد كنوزًا وهو نائم إنما يكون في وهم إنه غني، ولكن إلى أن يستيقظ... يبحث فلا يجد، ليس في يديه شيء، ليس شيء في سريره... هؤلاء (الأشرار) إذ يستيقظون يجدون البؤس الذي أعدوه لأنفسهم. القديس أغسطينوس إن كان الشر يهدم الإنسان ويفقده كل حيوية، فيكون كمن هو مهجور في عزلةٍ، يحل به الدمار، ويُستأصل، فإن الله الذي يسمح بذلك إنما ليستأصل ما فيه من شرٍ ولكي يغرسه من جديد، أي يجدد حياته وطبيعته بروحه القدوس. يحطم ما فينا من شر ليقيم برَّه فينا. وكما يقول المرتل: "أنت بيدك استأصلت الأمم وغرستهم" (مز 44: 2). |
![]() |
|