![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() أَنْزِعُ الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ. أَنْزِعُ طُيُورَ السَّمَاءِ وَسَمَكَ الْبَحْرِ، وَالْمَعَاثِرَ مَعَ الأَشْرَارِ، وَأَقْطَعُ الإِنْسَانَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ، يَقُولُ الرَّبُّ. [3] ينزع الإنسان والحيوان، إما بالسبي أو الأوبئة التي تقضي عليهما؛ ويفسد الهواء حتى تموت طيور السماء، وأيضًا تفسد المياه فيموت سمك البحر. يصور الرب الخراب الكامل الذي يحل بالبشرية الجاحدة لخالقها، فإنه ينزع الإنسان والحيوان، فإن كان الإنسان يُشير إلى النفس البشرية العاقلة، والحيوان إلى الجسد الحيواني، فإن الخطية تدمر حياة الإنسان ككلٍ، تفقده طبيعته العاقلة، كما تُحطم جسده إذ يظن أن سعادته في الملذات الجسدية. ينزع طيور السماء وسمك البحر، فإن ظن الإنسان أنه قادر أن يطير كما إلى السماء، أو ينزل كما إلى أعماق البحر مع السمك، فإنه لن يقدر أن يختفي من عين الله، ولا أن يهرب من التأديب الإلهي، وكما يقول المرتل: "أين أذهب من روحك، ومن وجهك أين أهرب؟ إن صعدت إلى السماوات فأنت هناك، وإن فرشت في الهاوية فأنت هناك..." (مز 139: 7-8)، يليق به أن يهرب لا من الله بل إلى الله نفسه. * أين يهرب عبد الخطية؟ فإنه يحمل (سيدته، أي الخطية) أينما هرب. لا يهرب الضمير الشرير من ذاته، لا يوجد موضع يذهب إليه. نعم لا يقدر أن ينسحب من نفسه، لأن الخطية التي يرتكبها هي في داخله. يرتكب الخطية لكي يحصل على شيء من اللذة الجسدية. لكن تعبر اللذة وتبقى الخطية. ما يبتهج به يعبر، وتبقى الشوكة خلفها. يا لها من عبودية شريرة...! لنهرب جميعًا إلى المسيح، ونحتج ضد الخطية إلى الله بكونه مخلصنا. * إنه يبحث عن موضعٍ إليه يهرب من غضب الله. أي موضع يحمي الهارب من الله...؟ أي موضعٍ لا يوجد فيه الله؟ من يقدر أن يخدع الله؟ من الذي لا يراه الله. * لنهرب في رجاء وشوق بأجنحة الحب المزدوج (محبة الله ومحبة القريب)، فلا نجد راحة إلاَّ في أعماق بحر (المحبة)... لنهرب إلى الله في رجاءٍ، وفي رجاءٍ مملوء إيمانًا نتأمل في نهاية البحر. القديس أغسطينوس |
![]() |
|