![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() إن الشعور بالاحتياج التام يحرّض النفس على ”النزول“ لقبول المُخلِّص. إننا نحتمى به، لأنه الأمل الوحيد. نحن نهرب لذراعيه الممدودتين، عالمين أننا لا بد أن نهلك إلى الأبد بدونه. بكل اتضاع يجب أن نرفض خرقنا القذرة من البر الذاتي، وبسرور نرحب ”بالْحُلَّة الأُولَى“ (لو ١٥: ٢٢). إذًا، فكل من وجد الخلاص حقًا، قد اختبر معنى ”النزول“؛ وهو أن تُنحى المزايا الطبيعية والصلاح المزعوم بكل صوره، وتنال الخلاص كهالك، كهبة الله المجانية بربنا يسوع المسيح. لكن الرب يسوع أمر زَكَّا أن ”يُسرع“؛ كم هذا مهم! كم من أناس يقولون في قلوبهم: ”ليس بعد!“ ومثل فيلكس، أحيانًا يرتجفون من الكلمة المُبشَّر بها، لكنهم يؤجلون الاهتمام الأحرى بها، إلى وقت أكثر مناسبة (أع٢٤: ٢٥)؛ لكن يُخشى أن ”الوقت الأكثر مناسبة“ لا يأتي مطلقًا للبعض. وهناك آخرون مثل أغريباس (أع٢٥)، مقتنعين تقريبًا أن يصيروا مسيحيين، لكنهم لم يصيروا بالفعل هكذا أبدًا، لأنهم يؤجلون باستمرار قرارهم الشخصي تجاه الحق. يقول أحدهم: عندما تنمو عائلتي وتستقر. ويقول آخر: عندما تنتهي مشاكل عملي. ويقول ثالث: عندما أتحرر من مشاغلي الحالية، حينئذ سأهتم بحالة نفسي. هكذا يرفضون المسيح وخلاصه. المزرعة والتجارة والمهام العائلية والضرورات الاجتماعية والأشغال الضرورية، كلها يُدافع عنها بمهارة قلب الإنسان الشرير جدًا والمخادع، كذريعة لرفض المسيح وخلاصه العظيم. إلا أن المُخلِّص المُحب لا زال يدعو «أَسْرِعْ وَانْزِلْ»! إذًا أن تتأخر لهو عدم طاعة سافرة. إنه يقول: «أَلْزِمْهُمْ بِالدُّخُولِ» (مت ١٤: ٣٢). إنه بلا شك تمرد إن رفضوا. فهو يعلن عن طريق خدامه: «تَعَالَوْا إِلَى الْعُرْسِ!» (مت ٢٢: ٤)، «تَعَالَوْا لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ أُعِدَّ» (لو ١٤: ١٧). أليس في هذا ازدراء به وبرسالته إن تخلفت خارجًا؟ كم أن هذا خطير جدًا! ما أقل من يتجاوب مع المسؤولية الجسيمة المرتبطة بالبشارة بإنجيل اللهّ! ما أقل مَن يتفكرون عندما يسمعون، فلا ”يُسرعوا وينزلوا“، بل يرفضون إنجيل نعمة الله، وبذلك يُغلقون باب الهروب الوحيد من النار الأبدية، والطريق الوحيد للدخول للمجد! آه لو تأمل القارئ العزيز أيضًا في إعلان الرب: «مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ» (مر ١٦: ١٦). |
![]() |
|