![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() مَن الذي أسْلَمَهُ؟ هذا تساؤل هام: مَن الذي أًسْلَمَ الرب يسوع ليموت على الصليب؟ نجد الإجابة في كلمات إشعياء النبي: «أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحَزَنِ» (إش ٥٣: ١٠)، وهو ما أُعلِن في العهد الجديد: «لأَنَّهُ (أي الله) جَعَلَ (المسيح) الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا» (٢كو ٥: ٢١). إن الله هو الذي أسْلَمَهُ! «وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا» (إش ٥٣: ٦). إنه ليس صحيحًا أن نقول إننا نحن الذين وضعنا خطايانا وآثامنا على الرب يسوع، فالأمر أكبر من ذلك بكثير. لو أنه مجرد وضع خطايانا على الرب يسوع، فلن يكون لنا سلام مع الله أبدًا، لأننا لا نعرف مدى خطيتنا، ومقدار خطايانا، وعمق ذنبنا، والمقدار الحقيقي لالتزامنا بوصايا الله. فلكي يكون لي سلام مع الله، يجب أن أعرف أن الله قد اكتفى ورضي؛ فالله هو الطرف الذي أُسيء إليه، وهو الذي حزن وانكسر قلبه بسبب خطايانا وتعدياتنا، ولذلك يجب أن يكون الله راضيًا أولاً. ويقينًا هو الآن راضٍ ومكتفٍ، لأنه هو بنفسه الذي وجد الفدية ليضع عليها خطايانا، وهي بحسب تقديره لها، وُضِعَت على رأس حامل خطايانا القدوس. كل ذلك كان ضروريًا، ليس لمجرد تلبية احتياجاتنا وعلاج حالتنا، لكن لإرضاء مطاليب الله أولاً، وليكون الله بارًا وهو يُبرّر الخاطئ. وطواعية واختيارًا، قدَّم الرب يسوع نفسه لهذا الموت الكفاري، ولذلك فالله الآن في كمال الرضا. ومن هنا يستطيع الله أن يُبشر بالسلام بواسطة الرب يسوع المسيح ربّ الكل. لقد حُكِمَ على الرب يسوع المسيح البار الذي أخذ مكاننا على الصليب. لقد حجب الله وجهه عن شخصه المُبارك، وأغلق أذنه عن صراخه، وتركه في هذه اللحظات؟ لماذا؟! لأنه «أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا» (رو ٤: ٢٥). إن الله هو الذي أسْلَمَهُ، لكي يقبلنا نحن! لقد تعامل الله مع المسيح كما كان ينبغي أن يُعاملنا بحسب استحقاقنا. لقد أخذ الرب يسوع مكاننا في الموت والدينونة، لكي نأخذ نحن مكانه في حياة البر والمجد الأبدي. |
![]() |
|