ما زلنا نعيش في حدود أجسادنا الجسدية. نتعرض لرغبات ومشاعر متضاربة، مثل الشفقة على الذات والغضب والخوف. ففكر واحد شهواني أو طمع يفسد الكمال، وبالتالي يلغي أي احتمال بأن نستطيع العيش فوق الخطية. لهذا السبب توصينا كلمة الله بأن نكون "مُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ ٱلْمَسِيحِ" (كورنثوس الثانية 10: 5). في كثير من الأحيان، يتم خوض أعظم المعارك مع الجسد في داخلنا، دون أن يشعر بذلك أي شخص آخر. الخطايا الأخرى لا ندركها إلا بعد فوات الأوان. كم مرة قلنا شيئًا وأدركنا لاحقًا، "ما كان يجب أن أقول ذلك"؟
لذلك، في حين أنه قد يكون من الممكن الوصول إلى نقطة ضبط النفس والتوجيه الروحي الذي ينتج عنه فقط تلك الأشياء التي تكرم الله، إلا أن "اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ، مَنْ يَعْرِفُهُ؟" (إرميا 17: 9). غالبًا ما لا نفهم دوافعنا الخاصة أو نرى عيوبنا حتى يشير الله إليها. لهذا السبب يشجعنا الله على الإقرار بخطايانا وتطهير قلوبنا، ولا نفترض أبدًا أننا بلا خطية. توضح رسالة يوحنا الأولى 1: 8-9 هذا الأمر: "إِنْ قُلْنَا: إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ ٱلْحَقُّ فِينَا. إِنِ ٱعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ".