الرحمة والحق يتوافقان
إن رحمة الله وحقه يسيران معًا بتوافق وتجانس عجيب، لا تغلب الواحدة على الأخرى بل - تبارك اسمه - هو كامل الصفات فهو كثير الرحمة والحق (مز86: 15)، وأيضًا رحمته قد عظمت إلى السَّماوات وإلى الغمام حقه (مز57: 10). كل من رحمته وحقه يحمل ذات القدر وذات التقدير. والرب من حقه أن يدين شعبه، ومن رحمته أيضًا أنه على عبيده يشفق (تث 32:36). «الْعَدْلُ وَالْحَقُّ قَاعِدَةُ كُرْسِيِّكَ. الرَّحْمَةُ وَالأَمَانَةُ تَتَقَدَّمَانِ أَمَامَ وَجْهِكَ» (مز 89 : 14).
يطلب حبقوق في صلاته للرب «في الغضب اذكر الرحمة» (حب 3: 2). ويجيب الرب في إشعياء48: 9 في رحمته وأمانته «من أجل اسمي أبطيء غضبي ومن أجل فخري أمسك عنك حتي لا أقطعك».
صحيح أن الدينونة هي عمل الله وفعله الغريب (إش28: 21). فعند القضاء نجده يظهر بطء غضبه وإمهاله وطول أناته لأنه إله رحيم ورؤوف.