منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم يوم أمس, 11:49 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,271

كثيرةٌ أمانتُك أمانة الله




أمانة الله

«كثيرةٌ أمانتُك» (مرا 23:3)


أمانة الله تعني ثباته وصدقه ووفاءه، وأنه لا ينسى، لا يترك، لا يكذب، لا يتردَّد، لا يتغيَّر، لا يَظْلِم، لا يتنكَّر لصفاته أو مبادئه أو كلمته، لا ينْقُض عهدَه ولا يُغيِّر ما خرج من شفتيه.
إنه مُلتزم بكل وعدٍ وعهد، ونبوَّة وإعلان، وإنذار وتحذير. «ليْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ، وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟» (عد23: 19)، حاشا. ولهذا فهو جديرٌ بالثقة.
أمانة الله في العهد القديم

تُذكَر أمانة الله في العهد القديم مُتضمَّنة في اسم العهد الذي أُعلن لموسى من العُليقة «يهوه» (خر 13:3-15). وهذا الاسم لا يُعبِّر فقط عن وجود الله الذاتي وعدم تغيُّره باعتباره «الكائن»، بل كما توضح القرينة، تربط ذلك بمواعيده الكريمة للآباء. فهو أمين من جهة وعوده لهم، وكما كان مع الآباء، كذلك بنفس الأمانة والوفاء سيكون مع موسى وبني إسرائيل. وهذا ما ذكره موسى بعد ذلك قائلاً: «مِنْ مَحَبَّةِ الرَّبِّ إِيَّاكُمْ، وَحِفْظِهِ القَسَمَ الذِي أَقْسَمَ لآِبَائِكُمْ أَخْرَجَكُمُ الرَّبُّ بِيَدٍ شَدِيدَةٍ وَفَدَاكُمْ ... فَاعْلمْ أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ اللهُ، الإِلهُ الأَمِينُ، الحَافِظُ العَهْدَ وَالإِحْسَانَ لِلذِينَ يُحِبُّونَهُ وَيَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ إِلى أَلفِ جِيلٍ» (تث 7: 8، 9).
ويتغنى داود قائلاً: «يَا رَبُّ فِي السَّمَاوَاتِ رَحْمَتُكَ، أَمَانَتُكَ إِلَى الْغَمَامِ» (مز36: 5). أي لا يمكن استقصاؤها.
كذلك فإن أمانة الله وعدم تغيُّره تتضمَّنها الآيات التي تتكلَّم عن الله «كالصخر»، باعتباره الأساس الأكيد المضمون للاتكال عليه. ففي نشيد موسى يقول: «هُوَ الصَّخْرُ الكَامِلُ صَنِيعُهُ. إِنَّ جَمِيعَ سُبُلِهِ عَدْلٌ. إِلهُ أَمَانَةٍ لا جَوْرَ فِيهِ. صِدِّيقٌ وَعَادِلٌ هُوَ» (تث32: 4). وقالت عنه حنَّة في ترنيمتها: «لَيْسَ صَخْرَةٌ مِثْلَ إِلَهِنَا» (1صم 2:2). والصخر يتكلَّم عن الثبات والقوة والأمان. «هَلْ ... يُزَحْزَحُ الصَّخْرُ مِنْ مَكَانِهِ؟» (أي18: 4). وهذه أمانة الله الثابتة عبر كل الدهور، رغم تغيُّر الإنسان وتغيُّر الأزمان.
كذلك كلمة «أمين» مُشتقة من “الأمان”، وتُشبَّه بشخصٍ قوي يُدعِّم ويحمي شخصًا آخر يتَّسم بالضعف مثل الطفل ويُحقِّق له الأمان. «كَمَا يَحْمِلُ المُرَبِّي الرَّضِيعَ» (عد11: 12)، «كَيْفَ حَمَلكَ الرَّبُّ إِلهُكَ كَمَا يَحْمِلُ الإِنْسَانُ ابْنَهُ فِي كُلِّ الطَّرِيقِ» (تث1: 31).
وأيضًا يُشار إلى “البيت الأمين” (الراسخ) الذي لا يتزعزع «أَبْنِي لَهُ بَيْتًا أَمِينًا» (1صم2: 35)، «لأَنَّ الرَّبَّ يَصْنَعُ لِسَيِّدِي بَيْتًا أَمِينًا» (1صم25: 28).
ويتغنَّى إيثان الأزراحي بمراحم الرب وأمانته فيقول: «يَا رَبُّ إِلَهَ الْجُنُودِ، مَنْ مِثْلُكَ؟ قَوِيٌّ، رَبٌّ، وَحَقُّكَ (أمانتك) مِنْ حَوْلِكَ ... الرَّحْمَةُ وَالأَمَانَةُ تَتَقَدَّمَانِ أَمَامَ وَجْهِكَ ... أَمَّا رَحْمَتِي فَلاَ أَنْزِعُهَا عَنْهُ، وَلاَ أَكْذِبُ مِنْ جِهَةِ أَمَانَتِي. لاَ أَنْقُضُ عَهْدِي وَلاَ أُغَيِّرُ مَا خَرَجَ مِنْ شَفَتَيَّ ... وَالشَّاهِدُ فِي السَّمَاءِ أَمِينٌ» (مز 89).
ومن المعزّي والمُفيد أن نستعرض بعض الأمثلة التي تُبرز أمانة الله وصدق مواعيده والتزامه ووفاءه في العهد القديم:
1-
بعد سقوط الإنسان، وعد الرب الإله أن نسل المرأة (المسيح) سيأتي ويسحق رأس الحية (تك 3: 15). وبعد 4000 سنة، «لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ» (غل 4: 4).
2- وفي حادثة الطوفان قال لنوح: «وَلَكِنْ أُقِيمُ عَهْدِي مَعَكَ، فَتَدْخُلُ الْفُلْكَ أَنْتَ وَبَنُوكَ وَامْرَأَتُكَ وَنِسَاءُ بَنِيكَ مَعَكَ» (تك6: 18). وعندما جاء الطوفان وأهلك الجميع كان نوح وعائلته في حمى الفُلْك.
3-
بعد أن خرج نوح من الفُلْك وأصعد المحرقات على المذبح، وتنسَّم الرب رائحة الرضا، قال الرب: « لاَ أَعُودُ أَلْعَنُ الأَرْضَ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الإِنْسَانِ ... وَلاَ أَعُودُ أَيْضًا أُمِيتُ كُلَّ حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ. مُدَّةَ كُلِّ أَيَّامِ الأَرْضِ: زَرْعٌ وَحَصَادٌ، وَبَرْدٌ وَحَرٌّ، وَصَيْفٌ وَشِتَاءٌ، وَنَهَارٌ وَلَيْلٌ لاَ تَزَال» (تك 8: 20-22). ومن وقتها إلى الآن، وقد مضى على ذلك أكثر من 4300 سنة، تتعاقب الفصول سنويًا لتثبت أن الله أمينٌ وحافظٌ لوعده، ودورة الطبيعة تؤكِّد ذلك من سنة إلى سنة.
4-
بعد الطوفان بارك الله نوحًا وقال له: «وَهَا أَنَا مُقِيمٌ مِيثَاقِي مَعَكُمْ وَمَعَ نَسْلِكُمْ مِنْ بَعْدِكُمْ، وَمَعَ كُلِّ ذَوَاتِ الأَنْفُسِ الْحَيَّةِ ... وَضَعْتُ قَوْسِي فِي السَّحَابِ فَتَكُونُ عَلاَمَةَ مِيثَاقٍ بَيْنِي وَبَيْنَ الأَرْضِ ... فَلاَ تَكُونُ أَيْضًا الْمِيَاهُ طُوفَانًا لِتُهْلِكَ كُلَّ ذِي جَسَدٍ» (تك 8:9-15). ولا زال ميثاق الأمانة يضمن وعد الله عبر القرون.
ويمكننا أن نستطرد أكثر فنتحدث عن أمانة الرب مع إبراهيم ونسله (تك15؛ انظر تك21: 1)؛ ثم أمانته مع يعقوب (مي7: 20 انظر تكوين 28-32)؛ ومع الآباء (مز105: 8-14)؛ وفي قصة يوسف؛ ثم مع شعبه في أرض مصر (خروج1-11)، ثم وهم في البرية (انظر تثنية 8)؛ ومع كل رجاله في العهد القديم.
أمانة الله في العهد الجديد

إن نفس الفكرة لأمانة الله من جهة مواعيده تبرز أمامنا في العهد الجديد كأساس الثقة الوطيدة فيه. فعلى سبيل المثال:
على بحر طبرية قال الرب لبطرس: «مَتَى شِخْتَ» (يو21: 18)، واعدًا إيَّاه بخدمة طويلة. وأمانته لقوله كانت هي مبعث سلام بطرس وهو في السجن، عندما كان هيرودس مُزمعًا أن يقتله (أع 12).
ونفس الشيء حدث مع بولس إذ قال له الرب: «ثِقْ يَا بُولُسُ لأَنَّكَ كَمَا شَهِدْتَ بِمَا لِي فِي أُورُشَلِيمَ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ تَشْهَدَ فِي رُومِيَةَ أَيْضًا» (أع 23: 11)، وإله الأمانة ضمن سلامة وصوله إلى روما، رغم صعوبات الرحلة وانكسار السفينة (أع 27).
وفي رسالة الأيام الأخيرة حيث تنتشر الخيانة وعدم الأمانة، يقول بولس: «إِنْ كُنَّا غَيْرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِينًا، لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ» (2تي 13:2).
وعندما يتعرَّض المؤمن لتجربة يقول: «اللهَ أَمِينٌ الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضًا الْمَنْفَذَ لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا» (1كو 13:10). ويؤكِّد أن الرب الأمين سيثبت المؤمنين ويحفظهم من الشرير (2تس 3:3).
أما الرسول يوحنا فيربط أمانة الله بالغفران، فيقول: «إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ» (1يو 9:1). فهو لن ينكر أنه أخذ حقه من المسيح على الصليب كاملاً، ولن يطالبنا بشيء آخر.
والرسول بطرس يشير إلى أمانة الله باعتباره الخالق العطوف تجاه الذين يتألمون بحسب مشيئته في عمل الخير، لكي يستودعوا أنفسهم لهذا الخالق الأمين (1بط 19:4). وهذا ما يُنشئ التعزية في الألم. فالخالق يعرف جبلتنا وضعفنا وما نتعرَّض له، ولن يتخلَّى عنا.
ثم نقرأ عن الرب يسوع كرئيس الكهنة الأمين بالنظر لوفائه بكل الالتزامات نحو الله ونحو المؤمنين (عب 17:2، 18).
* * *
 «أَمِينَةٌ هِيَ جُرُوحُ الْمُحِبِّ» (أم 6:27). فقد أخبرنا بأمانة وحذَّرنا من نتائج الخطية ودينونتها، وأخبرنا أنه إله قدُّوس، ولا يتساهل مع الشَّر، وأنه نارٌ آكلة. إنه أمين في الوعود بالبركات، وأمين في التحذير من التأديبات والنكبات.
 إنه أمين ليس فقط عندما يمنع التجارب، لكنه أمين أيضًا عندما يُرسلها للمنفعة لكي نشترك في قداسته، وأمين عندما يحفظنا فيها، ويُخرجنا أكثر نقاءً ولمعانًا.
 لقد قيل حقًا: إن الله لم يَعِدْنَا برحلةٍ سهلة، لكنه وعدنا بسلامة الوصول. والذي وعدنا بالمجد لن يدع واحدًا يهلك.
 والذي اعتنى بأولاده عبر السنين لن يتركهم في زمن الشيخوخة عند فناء قُوَّتهم. والذي سمع صلاتك في الماضي لن يتركك في الحاضر والمستقبل، وسيملأ كل احتياجك. إن «يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ» (عب13: 8). والذي وعدنا بالرفقة كل الأيام إلى انقضاء الدهر هو أمين لا يتغيَّر.
 «أَنْ يُخْبَرَ بِرَحْمَتِكَ فِي الْغَدَاةِ، وَأَمَانَتِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ» (مز92: 2). فإدراكنا واختبارنا لهذه الرحمة والأمانة سيُحوِّل شكوانا وتذمراتنا واضطرابنا إلى حمد وتسبيح وثقة وتسليم لذاك الذي لم يُخْلِفْ وعدًا قط. وحتى إذا اشتدَّ علينا نوءٌ ليس بقليل، أو أظلمتْ الدنيا من حولنا بالغيم الثقيل، فإن حُبَّه سيبقى بعد الغيم لامعًا وضَّاءً جميل.
ودائمًا نستطيع أن نُنشد مع مَنْ قال: «كثيرةٌ أمانتُك» (مرا 3: 23).

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أمانة الله
أمانة الله يتضمنها إعلان الله نفسه لموسى
منذ شبابي آلامٌ كثيرةٌ تحارِبُني
كثيرةٌ أمانتك
أمانة الله


الساعة الآن 08:05 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024