![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() محبة الله في الصليب لنتأمل محبة الله في هذا الاتجاه من عدة زوايا: قياس المحبة عندما أراد أن يسجِّل لنا قياس محبة الله، لم يجد في سجل الأرقام أو الأعداد، ولا في مضاعفاتها، رقمًا يناسب هذا القياس، فاختار كلمة غاية في الدقـّة وهي كلمة “كثيرة” إذ قال: «اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ» (أف2: 4، 5). وأما عن نوع المحبة فلم يجد الروح القدس أيضًا كلمة في قاموس البشر تتناسب مع عظمة هذا النوع، فاختار أيضًا كلمة غاية في الروعة وغاية في الدقة وهي كلمة “أعظم”. عندما قال السيد بفمه الكريم: «لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ» (يو15: 13). وهذه الكلمة تُرينا تفـُّرد هذا النوع من المحبة عن كل أنواع المحبة التي في قاموس البشر. ولكي نعرف هذا النوع من المحبة بصورة أوضح، دعنا نفكر في الأنواع المختلفة من المحبة الموجودة في قاموس البشر: أ) المحبة الشهوانية: وهذا النوع من المحبة يتصف بالأنانية وحب الأخذ ولا يعرف العطاء، مثل محبة أمنون لثامار، وهذا النوع يمكن تسميته “هَاتِ، هَاتِ!” (أم30: 15). ب) محبة الأصدقاء: وهذا النوع من المحبة مثل محبة داود ويوناثان، كان كل منهما يحب الآخر، لأجل غرض في نفسه. وهذا النوع من المحبة يمكن تسميته “هَات، وخذ”. ج) محبة الآباء للأبناء: وهذا النوع من المحبة يتميز بأنه يبدأ بالعطاء، ولكن عند مرحلة معينة يكُفّ الآباء عن العطاء، ويبدأون يطالبون بالأخذ، لذلك يمكن تسمية هذا النوع من المحبة “خُذ وهَات”. لكن عندما نتأمل في محبة الله نجدها تخطَّت كل هذه الحدود، لذلك قال عنها الكتاب: «لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ» (يو15: 13). لذلك كان القياس النوعي لمحبة الله هي كلمة أعظم. |
![]() |
|