![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() النَاسُ المُسْتَهْزِئُونَ يَفْتِنُونَ المَدِينَة،َ أَمَّا الحُكَمَاءُ فَيَصْرِفُونَ الغَضَبَ [ع 8]. الإنسان المستهزئ يحسب نجاحه في إثارة الخلافات بين الذين هم حوله، فيظهر كمن يود مصالحتهم وبث السلام بينهم، أو يعمل لمصلحتهم كما فعل ديمتريوس الصائغ صانع هياكل فضة لأرطاميس (أع 19: 23-41). أما الإنسان الحكيم فيجد سلامه في سلام إخوته، يصرف الغضب عن نفسه، كما يصرفه عن إخوته، ليعيش الكل في سلام الله الحقيقي. * عمل القديس نيلوس السينائي مقارنةً بين هذين المقدارين من الفضيلة في حالتيّ المباركين موسى النبي وأخيه هارون: حيث أنّ طقس تغطية الصدر والقلب بالصُدرة الكهنوتية الذي كان يُجريه هارون عند دخوله قدس الأقداس كان يمثل حالة الإنسان الذي رغم غضبه في قلبه، فهو يُقمع هذا الغضب بالصراع والصلاة. أما حالة الإنسان الذي ليس في قلبه أي غضب إطلاقًا، لأنه بلغ إلى الكمال بنصرته على الأوجاع والشياطين، فيقارنها القديس نيلوس بما قيل عن موسى النبي، وذلك بقوله: "قدّم موسى النبي الصدر كذبيحة، لأن النفس تسكن في القلب، والقلب في الصدر". ويقول سليمان الحكيم: "الحكماء يصرفون الغضب" (أم 29: 8)، ويقول الكتاب بخصوص هارون: "اصنع ثيابًا مقدسة لهارون أخيك للمجد والبهاء، وتُكلِّم جميع حكماء القلوب الذين ملأتُهم روح حكمةٍ أن يصنعوا ثياب هارون لتقديسه ليكْهن لي.. صُدرة ورداء إلخ. وتجعل في صُدرة القضاء الأوريم والتميم... لتكون على قلب هارون عند دخوله أمام الرب" (خر 28: 2-4، 30). وهذا يعلِّمنا نحن الرهبان أنه من اللائق بنا أن نغطِّي على غضب القلب بأفكارٍ طيبةٍ متواضعةٍ هادئةٍ، وأن لا نسمح للغضب أن يصعد إلى الحنجرة حيث يفضح اللسان نتانة هذا الغضب. * قال أنبا موسى: "الذي يحتمل كلمة ظلم أو تعيير من أجل المسيح بتواضع يكمِّل استشهاده، ومَنْ يتمسكن من أجل الله يعوله الله، ومَنْ يُظهر ضعفه أمام الله أو يصير أحمق من أجله يُحكِّمه الله". فردوس الآباء القديس غريغوريوس (الكبير) |
![]() |
|