منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 11 - 2024, 12:43 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

كيف نقترب لله



كيف نقترب لله؟
ولكن من ذا الذي يستطيع أن يفي بمقاييس الله المتفردة في العدل؟ من ذا الذي يمكنه أن يواجه قداسة الله محققًا ما تتطلبه من تكريس كامل وتوافق دائم مع مطاليب تفوق تخيلنا من فرط سموها وجلالها؟ الإجابة: «ليس ولا واحد» (رو3: 12). لذا يتحدث نصنا هذا عن شخص كريم، هو ملك وكاهن عظيم في الوقت نفسه، كان يمكنه أن يملك فقط، ولكنه اختار أن يكون كاهنًا أيضًا. فوظيفة الكاهن هي أن يقترب بالشعب إلى الله. ولكن اقترابه هكذا لم يكن ليصلح بسبب عدم إيفاء الشعب لمطاليب سمو قداسة الله. فما كان عليه سوى أن واجه قداسة الله بمطاليبها الرهيبة بدلاً من شعبه المفدي، فنقرأ أن الله «جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ» (2كو5: 21)، وأنه «صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا» (غل3: 13). نعم كان لا بد له أن يتجسد ويصير إنسانًا، ثم ينوب عن المؤمنين ويقف أمام قداسة الله بدلاً منهم. لقد واجه الله القدوس وهو حامل خطايانا إذ «حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ» (1بط2: 24).
ونحن نعلم أن الابن هو الله، ولكنه لما تجسد وقف أمام الله كإنسان وإله في نفس الوقت، نائبًا عن الخطاة. لذا فإن صفات الله كما واجهه المسيح هي صفات الجالس على العرش. نعم تواجه ربنا يسوع مع تفرّد وتميّز الله الذي اهتزت له أساسات عتب هيكل الله، وارتجف جبل سيناء أمامه، واشتعل بالنار والحريق، وامتلأ من محضره هيكل الرب بالدخان؛ تقابل وهو حامل للخطايا مع من ارتعد منه النبي إشعياء لمجرد أن شفتيه لم تكن تُكرما الله بالقدر الكافي. لأجلنا وقف ذاك الحمل في حالة اللعنة، وحمل الخطية أمام ذاك الذي ملائكة جبارة من طبقة السرافيم قد صرخت وتغطت وغطت وجهها حتى لا تتطلع في وجه قداسة مجده. كان هو في ذاته كما قال عنه الملاك يوم ميلاده «الْقُدُّوسُ» (لو1: 35). هو الإنسان الوحيد الذي «لم يحسب خلسة أن يكون مُعَادِلاً للهِ» (في2: 6). فهو الوحيد إذًا الذي يستطيع أن يدخل لمحضر الله ويجلس دون أن يغطي وجهه أو رجليه؛ هو الوحيد الذي «انْسَكَبَتِ النِّعْمَةُ» (مز45: 2) على شفتيه، بينما كل إنسان هو «نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ».
ولكنه عند وقوفه أمام الله لأجنا كان قد «حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ» (إش53: 12). فكيف تعامل معه الله؟ هل لفرط قداسة المسيح الشخصية تغاضى الله عن الخطايا التي حملها في محضره؟ لا وبالطبع لا، وهنا نرى مقدار تميز قداسة الله وفرط تفرده الذي لا يقبل أي شيء لا يتوافق مع طبيعته، حتى وإن كان من يحمله هو القدوس ذاته، الله الابن.
بل لقد واجه المسيح قداسة، أو قُل تفرّد غضب الله الرهيب المخيف ضد الخطية، فيقول إرميا بلسان المسيح في نبوة واضحة: «أَنَا هُوَ الرَّجُلُ (المسيح) الَّذِي رأَى مَذَلَّةً بِقَضِيبِ سَخَطِهِ (أي شدة غضبه). (فالله الغاضب) قَادَنِي وَسَيَّرَنِي فِي الظَّلاَمِ وَلاَ نُورَ. حَقًّا إِنَّهُ يَعُودُ وَيَرُدُّ عَلَيَّ يَدَهُ الْيَوْمَ كُلَّهُ. أَبْلَى لَحْمِي وَجِلْدِي. كَسَّرَ عِظَامِي (يتحدث معنويًا عن الآلام النفسية والروحية). بَنَى عَلَيَّ (مثل المدينة المحاصرة بواسطة عدو) وَأَحَاطَنِي بِعَلْقَمٍ وَمَشَقَّةٍ. أَسْكَنَنِي فِي ظُلُمَاتٍ كَمَوْتَى الْقِدَمِ. سَيَّجَ (بنى حولي سورًا) عَلَيَّ فَلاَ أَسْتَطِيعُ الْخُرُوجَ. ثَقَّلَ سِلْسِلَتِي. أَيْضًا حِينَ أَصْرُخُ وَأَسْتَغِيثُ يَصُدُّ صَلاَتِي (لما قال له: إلهي إلهي لماذا تركتني؟)» (مراثي3: 1-16)
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كى نقترب من النور الحقيقى
بقدر ما نقترب من الله
عندما نقترب من الله
نقترب من عرشك
كيف نقترب من العذراء؟


الساعة الآن 09:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025