المُشْتَغِلُ بأَرْضِهِ يَشْبَعُ خُبْزًا، تابِعُ البَطَّالِينَ يَشْبَعُ فَقْرًا [ع 19].
كثيرًا ما يكرر الحكيم الحث على العمل باجتهاد، فإنه لا طعم للحياة بدون عمل، ولا قيمة لها بدون الاجتهاد. فالعمل وصية إلهية، تمس حياتنا على الأرض، ومكافأتنا في السماء. نعمل ليس لأننا في عوزٍ ماديْ، ولا لكي نُكثر ما لدينا، وإنما لأننا أبناء الله الحيّ العامل في محبة لخليقته.
أما الإنسان الكسول في أعماله اليومية، كما في سلوكه الروحي، فيخيم عليه الفقر المادي والروحي، ويسيطر عليه. * بحسب خبرتنا نستطيع بالتمسك بالله إماتة إرادتنا وقطع شهوات هذا العالم، ونتعلم من أولئك الذين في علاقتهم بالله يقولون بكل إيمان: "التصقت نفسي بك" (مز 63: 8)، "لصقتُ بشهادتك. يا رب لا تخزِني" (مز 119: 31)، "أما أنا فالاقتراب إلى الله حسن لي" (مز 73: 28)، فعلينا ألا نكل بسبب تشتت العقل والتراخي لأن "المشتغل بأرضهِ يشبع خبزًا وتابع البطالين يشبع فقرًا" (أم 28: 19).