دعونا نبدأ بالله وليس بالإنسان، ونتيقن من أن الله كلي السلطان. إننا إذا نظرنا لكل ما يحدث حولنا في العالم قد نُصاب بالجنون، والشيء الوحيد الذي يُعيد لنا اتزاننا وثباتنا هو أن نرفع عيوننا للسماء ونعلم أن للسماء سلطان، فنبوخذنصر عاد إليه عقله عندما تعلَّم هذا الحق.
لقد ذهب جنونه وجموح أفكاره عندما نظر للسماء، وما أروع إقراره بسلطان الله: «وَعِنْدَ انْتِهَاءِ الأَيَّامِ، أَنَا نَبُوخَذْنَصَّرُ، رَفَعْتُ عَيْنَيَّ إِلَى السَّمَاءِ، فَرَجَعَ إِلَيَّ عَقْلِي، وَبَارَكْتُ الْعَلِيَّ وَسَبَّحْتُ وَحَمَدْتُ الْحَيَّ إِلَى الأَبَدِ، الَّذِي سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ، وَمَلَكُوتُهُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ. وَحُسِبَتْ جَمِيعُ سُكَّانِ الأَرْضِ كَلاَ شَيْءَ، وَهُوَ يَفْعَلُ كَمَا يَشَاءُ فِي جُنْدِ السَّمَاءِ وَسُكَّانِ الأَرْضِ، وَلاَ يُوجَدُ مَنْ يَمْنَعُ يَدَهُ أَوْ يَقُولُ لَهُ: مَاذَا تَفْعَلُ؟» (دا4: 34، 35).
بلا شك إنه أمر يملأ القلب بالهدوء والسكينة والسلام والثبات عندما نؤمن بأن الله كلى السلطان.