رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عيش إيماننا بمفهوم إنجيل يوحنا موضوع الإيمان: إنجيل يوحنا هو إنجيل الإيمان الذي يرتكز بموجبه في يسوع وفي مجده الإلهي. ولذا ينبغي أن نؤمن بيسوع (يوحنا 4: 39)، وباسمه (يوحنا 1: 12). فالإيمان بالله والإيمان بيسوع أمرٌ واحدٌ (يوحنا 12: 44). لأنَّ يسوع والآب واحد (يوحنا 10: 30)، وهذه الوحدة نفسها هي موضوع إيمان (يوحنا 14: 10-11). فالإيمان يجب أن يبلغ إلى الحقيقة غير المرئيَّة لمجد يسوع، دون ما حاجة إلى رؤية العلامات الكثيرة التي تُظهره (يوحنا 2: 11-12). على أنَّه إذا كان الإيمان يحتاج إلى رؤية (يوحنا 2: 23،)، وإلى لمس (يوحنا 20: 27)، فهو مدعوّ أيضًا إلى أن يزدهر في معرفة (يوحنا 6: 69) غير المنظور وفي التأمل (يوحنا 1: 14). نتائج الإيمان: يركِّز يوحنا الإنجيلي على نتائج الإيمان. فمن يؤمن لن تكون له دينونة كما جاء في قول يسوع: " مَن سَمِعَ كَلامي وآمَنَ بِمَن أَرسَلَني فلَه الحَياةَ الأَبَدِيَّة ولا يَمثُلُ لَدى القَضاء بلِ انتَقَلَ مِنَ المَوتِ إِلى الحَياة" (يوحنا 5: 24). فهو قائم من الموت منذ الآن (يوحنا 11: 25-26)، وهو يسلك طريقه في النُّور (يوحنا 12: 46)، ويتمتع بالحياة الأبدية (يوحنا 3: 16). وعلى العكس، من لا يؤمن فقد حُكم عليه مُقدمًا كما صرّح يسوع: "ومَن لم يُؤمِنْ بِه فقَد دِينَ مُنذُ الآن لأنَّه لم يُؤمِنْ بِاسمِ ابنِ اللهِ الوَحيد" (يوحنا 3: 18). هناك علاقة بين الإيمان والاختيار بين الموت والحياة، بين النُّور والظَّلام، والاختيار يقتضي السُّلوك الأخلاقي للشخص المعروض عليه الإيمان كما جاء في قول يسوع: "أَنَّ النُّورَ جاءَ إِلى العَالَم ففضَّلَ النَّاسُ الظَّلامَ على النُّور لأَنَّ أَعمالَهم كانت سَيِّئَة" (يوحنا 3: 19). إذن، الإيمان ينبعُ من الحريّة، ولا يمكن فرضه ولا برهانه مثل النظريّات الجبريَّة والهندسيّة. وهو ليس أيضا رأيـا شخصيّا. فلكلّ واحد منا آراء تقريبيّة وأحيانا أكيدة. لكن الرَّأي لا يكفي لتقرير مصيري واختياراتي في المستقبل. فالإيمان هو مصير لحياتي. "الإيمان خروجٌ من الذَّات بحثا عن وجه الله". وفي هذا الصَّدد يقول العَالَم جيريمياس: "الإيمان هو الثِّقة التي لا يمكن أن تصاب بالخيبة". إن اختيار الإيمان يظل ممكنًا خلال شهادة يوحنا الرَّاهنة (1 يوحنا 1: 2-3). هدف إنجيل يوحنا هو حملنا على أن نشاركه إيمانه بأن "يسوع هو المسيح، ابن الله" (يوحنا 20: 31)، وعلى أن نصير أبناء الله بفضل الإيمان "بالكلمة" المُتجسِّد (يوحنا 1: 9-14). هذا الإيمان هو إيمان الكنيسة التَّقليدي: فإيماننا يتطلب منا أن نعترف بيسوع ونكون أمناء للتعليم الذي تسلمناه (1 يوحنا 2: 23-27)، وأن نزدهر في حياةٍ تخلو من الخطيئة (يوحنا 3: 9-10)، تنعشها المحبة الأخويَّة (يوحنا 4: 10-12). ولذلك "فإنَّ الإيمان ليس للامتلاك، وإنما للمشاركة. فكل مسيحي هو رسول" (البابا فرنسيس). أسوة بالرَّسول بولس (رومة 8: 31-39)، يعتقد يوحنا أنَّ الإيمان يقود إلى الاعتراف بمحبة الله للبشر (1 يوحنا 4: 16) وإزاء الصِّراعات الآتية، يحث كتابُ الرُّؤيا المؤمنين على "الصَّبر وعلى التزام أمانة القديسين (رؤيا 13: 10) حتى الموت. وتقوم هذه الأمانة في أساسها دائمًا على الإيمان الفصحي المُستند على قول الرَّبّ: "أَنا الحَيّ. كُنتُ مَيتًا وهاءَنَذا حَيٌّ أَبَدَ الدُّهور" (رؤيا يوحنا 1: 18)، وتقوم أيضًا على الله الذي يثُّبت ملكوته بحيث لا يمكن مقاومته كما أكد يسوع لبيلاطس البنطي: "لو لم تُعطَ السُّلطانَ مِن عَلُ، لَما كانَ لَكَ علَيَّ مِن سُلْطان، (يوحنا 19: 11-16). ويوم ينتهي دور الإيمان، "سنرى الله كما يصرح القديس يوحنا الرَّسول: "نَحنُ مُنذُ الآنَ أَبناءُ الله ولَم يُظهَرْ حتَّى الآن ما سَنَصيرُ إِليه. نَحنُ نَعلَمُ أَنَّنا نُصبِحُ عِندَ ظُهورِه أَشباهَه لأَنَّنا سَنَراه كما هو" (1 يوحنا 3: 2). باختصار، يمكننا القول إنَّ سماع كلام المسيح والتَّلمذة له ليسا مجرد مغامرة وخبرة عابرة، بل التزامًا، وأمانة ومثابرة. فيسوع يطلب من تلاميذه ومن كل واحد منا أن نثق ونؤمن به. إن الإيمان عطيَّة من الله للإنسان وهو في الوقت عينه تسليم حرٌّ ومطلقٌ من الإنسان لله، ويُعلق القديس يوحنا ماري فيانيي: "إذا فتحنا قلبنا بثقة للمسيح كي يملك علينا، فسنختبر بدورنا أن سعادتنا الوحيدة على هذه الأرض هي حبُّ الله واليقين أنه يُحبُّنا" |
27 - 11 - 2024, 11:33 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
سراج مضئ | الفرح المسيحى
|
رد: عيش إيماننا بمفهوم إنجيل يوحنا
سلمت يداك ودام ابداعك تحياتى و تقديرى
|
||||
|