* "ومات الغني ودفن"... لا تمر ببساطة على هذه العبارة... "ودفن".
يا حبيبي إن الموائد المطعَّمة بالفضة والأرائك والسجاجيد والملابس الفاخرة وغيرها من مختلف أنواع الرياش والزيوت المعطرة والأطايب والكميات الكبيرة من الخمور المعتَّقة، وكميات الطعام الكبيرة وأدوات المائدة الفاخرة ،والمتملقين والحراس والخدم وكل مظاهر التفاخر والتباهي، تخبو وتذوي... كل الأشياء تراب ورماد، ألحان حزينة وحداد، لأنه لا أحد يستطيع تقديم العون بعد فوات الأوان، أو أن يسترجع النفس التي رحلت. عندئذ تختبر قوة الذهب والثراء الفاحش، فمن بين زحام الموجودين فإنه قد أُخذ عاريًا وحيدًا، ولم يستطع أن يأخذ معه أي شيء من فيض غناه، لكنه أُخذ بدون رفيقٍ أو معينٍ. لم يستطع أحد من هؤلاء الذين كانوا يخدمونه أن ينقذه من العقاب والمجازاة، لكنه رحل بعيدًا عن حاشيته، فقد أُخذ بعيدًا بمفرده، ليتحمل العذاب الذي لا يُطاق، "كل جسدٍ عشب، وكل جمالهِ كزهر الحقل. يبس العشب، ذبل الزهر، لأن نفخة الرب هبَّت عليه. حقَّا الشَعب عشب. يبس العشب ذبل الزهر، وأما كلمة إلهنا فتثبت إلى الأبد" (إش 40: 6-8).
حقًا أتى الموت وأخمد كل هذه الرفاهية واقتاده كأسير منكسر الرأس، يئن خزيًا لا يستطيع الكلام، يرتعد خائفًا، وكأنما تمتعه بكل هذا الترف كان حلمًا.