* هل ترون الصخرة؟ أرأيتم الرمل، كيف يغوص المبنى فيه بسهولة، وكيف يتأثر بالمصائب بسهولة؟ وكيف ينهزم؟ ورغم أنه مدعم بالملكية والجماعة والنبلاء، لا يسقط هكذا فحسب، بل يكون سقوطه عظيمًا. إذ يقول "كان سقوطه عظيمًا" (مت 7: 27).
فالخطورة ليست في الأمور التافهة، بل في ضياع النفس، وخسارة السماء والبركات الخالدة. وحتى قبل الخسارة ليست هناك حياة أتعس من حياة إنسان يعيش هكذا، في شقاء دائم، وانزعاج واضطرابات وهموم. والذي تحدث عنه الحكيم مرة قائلًا: "الشرير يهربولا مُطارد" (أم 28: 1). لأن مثل هؤلاء الناس يرتعدون حتى من مجرد رؤية ظلالهم، ويرتابون في أصدقائهم وفي أعدائهم وخدمهم، الذين يعرفونهم والذين لا يعرفونهم. لذلك قبل عقابهم النهائي، يُعاقبون هنا بالعقاب الشديد؛ إذ يمتنعون عن تنفيذ الوصايا الطيبة الصالحة، مخدوعين بأمور الزمان الحاضر، بدلًا من هروبهم من حياة الرذيلة. وكان اللائق بهم أن يهربوا من الشر.