![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() أمام هذا الكمال المطلق في كل صفاته تعالى، كانت هناك معضلة أمام قدرته؛ فإن قداسته وعدله اللانهائيان كانا يُحتِّمان عليه أن يدين الإنسان الذي أخطأ وتعدّى على وصاياه. لكن في الوقت ذاته، حبه اللامتناهي كان يأبى عليه أن يلقي بالبشر في جهنم. وبعيدًا عن نور الإعلان الإلهي في الكتاب المقدس لا يوجد حل لهذه المعضلة، حتى إن كثيرين من المفكرين في ثقافات أخرى لم يجدوا حلاً لها إلا أن يزعموا أن رحمة الله قد سبقت عدله، لذلك فهو يرحم الإنسان إذا تاب ورجع عن خطاياه. وقد فاتهم أنهم بهذا الزعم يطعنون في كماله المطلق؛ لأنه لكي يكون كاملاً كمالاً مطلقا ينبغي ألا تتفوق صفة من صفاته على الأخرى، فكما أنه مطلق في عدله، فهو مطلق في رحمته. لهذا فإن أعظم مجال ظهرت فيه قدرة الله ليست هي الخليقة على روعتها وإتقانها، بل هو صليب ربنا يسوع المسيح الذي فيه «الرَّحْمَةُ وَالْحَقُّ الْتَقَيَا. الْبِرُّ وَالسَّلاَمُ تَلاَثَمَا» (مز85: 10). ففي الصليب ظهرت محبة الله ورحمته في أروع صورها عندما «لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ» (رو 8: 32). وظهر عدله الكامل عندما دان الخطية، إذ حملها الابن الحبيب في جسده على الخشبة. وبعد أن أتمّ الرب يسوع العمل، ظهرت قدرة الله في إقامته من بين الأموات لكي يكون باكورة الراقدين. حتى أن الرسول بولس يصلي من أجل أخوته في أفسس لكي “تستنير عيون أذهانهم ويعلموا... ما هي عظمة قدرته الفائقة من نحونا نحن المؤمنين حسب عمل شدة قوته الذي عمله في المسيح إذ أقامه من الأموات وأجلسه عن يمينه في السماويات”. |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أشكرك لاجل عظمة قدرتك الفائقة |
يمطر بالبركات الفائقة على نفوس المؤمنين طالبي الحكمة |
عظمة حنو مريم وأشفاقها نحونا |
شهادة القدّيس أغسطينوس حول عظمة والدة الإله الفائقة التصوّر |
قدرته الفائقة |