رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل يجدر بالشباب أن يكون وطنياً الجواب تعتمد إجابة هذا السؤال على المقصود بكلمة "وطني". فكما هو الحال بالنسبة للعديد من الكلمات، توجد فروق دقيقة في المعاني، ويستخدم أناس مختلفين نفس الكلمة بمعاني مختلفة. مثال ذلك، تعني الوطنية في أبسط معانيها "أن يحب الإنسان وطنه". وطالما لا تفوق تلك المحبة محبة الإنسان لله، وإذا تم الحفاظ عليها في الإطار الصحيح، فلا يوجد خطأ أن يكون المؤمن وطنياً. ولكن، تعريف آخر لـ "الوطنية" يعني أن يضع الناس مصلحة الوطن قبل مصلحتهم الشخصية أو الجماعية. وبهذا المعنى المتطرف، يمكن أن تصبح الوطنية شكل من أشكال الوثنية، خاصة إذا كانت محبة الإنسان لوطنه أكبر من محبته لله وخطة الله لفداء الناس من "كُلِّ الأُمَمِ وَالْقَبَائِلِ وَالشُّعُوبِ وَالأَلْسِنَةِ" (رؤيا 7: 9). أما من جهة مسئولية المؤمنين تجاه الحكومة، فإننا نعلم مما جاء في رومية 13: 1-7 أننا يجب أن نكون خاضعين للسلطات الحاكمة وأن نحترمها، حتى إن كانت غير مستحقة، لأنه في نهاية الأمر، الله هو الذي أعطاهم السلطان علينا. لهذا، كمؤمنين، نحن ملتزمين أمام الله أن نكون مواطنين صالحين، خاضعين للسلطات الحاكمة عن طريق طاعة القوانين، ودفع الضرائب...الخ. ولكن، مسئوليتنا الأولى وقبل كل شيء هي طاعة الله. في الدول التي يستطيع فيها المواطنين الأفراد أن يغيروا الحكومات والتأثير عليها عن طريق الإنتخاب/التصويت أو عن طريق العمل السياسي، فإن جزء من المواطنة الصالحة هو الإشتراك في الإنتخاب والتأثير بطريقة إيجابية على الحكومات. ولكن من الصعب أن يكون الإنسان وطنياً في البلاد حيث لا يوجد حق للمؤمنين في التأثير على قرارات قادتهم. فمن الصعب أن أن نحب الحكومات القمعية. ولكننا كمؤمنين ملزمين أن نصلي من أجل قادتنا (تيموثاوس الأولى 2: 1-4). وسوف يكرم الله طاعتنا لوصيته، وفي وقته سوف يدين القادة الذين يتركونه. هل يجدر بالمؤمن أن يكون وطنياً؟ نعم، في حدود المعقول. وفي نفس الوقت، يجب أن يكون إيمان ومحبة وطاعة المؤمن من حق الله وحده في نهاية الأمر. |
|